شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢١٠
فبروه، فقام قائلا: بوركت من ثعلب، ما أعظم بركتك!
ويكنون عن الشيب بغبار العسكر، وبرغوة الشباب، قال الشاعر:
قالت أرى شيبا برأسك، قلت لا * هذا غبار من غبار العسكر وقال آخر - وسماه غبار وقائع الدهر غضبت ظلوم وأزمعت هجري * وصبت ضمائرها إلى الغدر قالت: أرى شيبا فقلت لها: * هذا غبار وقائع الدهر.
ويقولون للسحاب: فحل الأرض.
وقالوا القلم أحد اللسانين، ورداءة الخط أحد الزمانتين.
قال: وقال الجاحظ: رأيت رجلا أعمى يقول في الشوارع وهو يسأل: ارحموا ذا الزمانتين، قلت: وما هما؟ قال: أنا أعمى وصوتي قبيح، وقد أشار شاعر إلى هذا فقال:
اثنان إذا عدا * حقيق بهما الموت فقير ما له زهد * وأعمى ما له صوت وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إياكم وخضراء الدمن)، فلما سئل عنها قال (المرأة الحسناء في المنبت السوء).
وقال عليه السلام في صلح قوم من العرب: (إن بيننا وبينهم عيبة مكفوفة)، أي لا نكشف ما بيننا وبينهم من ضغن وحقد ودم.
وقال عليه السلام: (الأنصار كرشي وعيبتي)، أي موضع سرى.
وكرشي: جماعتي.
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست