ثم الأوسي أخو سهل بن حنيف، يكنى أبا عمرو - وقيل: أبا عبد الله - عمل لعمر ثم لعلى ع، وولاه عمر مساحة الأرض وجبايتها بالعراق، وضرب الخراج والجزية على أهلها وولاه علي عليه السلام على البصرة، فأخرجه طلحة والزبير منها حين قدماها، وسكن عثمان الكوفة بعد وفاة علي عليه السلام، ومات بها في زمن معاوية.
* * * قوله: (من فتية البصرة)، أي من فتيانها، أي من شبابها أو من أسخيائها، يقال للسخي: هذا فتى، والجمع فتية وفتيان وفتو، ويروى: (أن رجلا من قطان البصرة)، أي سكانها.
والمأدبة، بضم الدال: الطعام يدعى إليه القوم، وقد جاءت بفتح الدال أيضا، يقال، أدب فلان القوم يأدبهم بالكسر، أي دعاهم إلى طعامه، والأدب: الداعي إليه قال طرفة:
نحن في المشتاة ندعو الجفلى * لا ترى الأدب فينا ينتقر (1).
ويقال أيضا: أدبهم إلى طعامه يؤدبهم إيدابا، ويروى: (وكثرت عليك الجفان فكرعت وأكلت أكل ذئب نهم، أو ضبع قرم).
وروى: (وما حسبتك تأكل طعام قوم).
ثم ذم أهل البصرة فقال: (عائلهم مجفو، وغنيهم مدعو)، والعائل: الفقير، وهذا كقول الشاعر:
فإن ملق فأنت لنا عدو * فإن تثر فأنت لنا صديق.