ابن الحسن بن الحسن، ثم قبضها أبو جعفر لما حدث من بنى حسن ما حدث، ثم ردها المهدى ابنه على ولد فاطمة عليه السلام، ثم قبضها موسى بن المهدى وهارون أخوه فلم تزل أيديهم حتى ولى المأمون، فردها على الفاطميين.
قال أبو بكر: حدثني محمد بن زكريا قال: حدثني مهدي بن سابق، قال: جلس المأمون للمظالم، فأول رقعة وقعت في يده نظر فيها وبكى، وقال للذي على رأسه: ناد أين وكيل فاطمة؟ فقام شيخ عليه دراعة وعمامة وخف تعزى، فتقدم فجعل يناظره في فدك والمأمون يحتج عليه وهو يحتج على المأمون، ثم أمر أن يسجل لهم بها، فكتب السجل وقرئ عليه، فأنفذه، فقام دعبل إلى المأمون فأنشده الأبيات التي أولها:
أصبح وجه الزمان قد ضحكا * برد مأمون هاشم فدكا (1) فلم تزل في أيديهم حتى كان في أيام المتوكل، فأقطعها عبد الله بن عمر البازيار، وكان فيها إحدى عشرة نخلة غرسها رسول الله صلى الله عليه وآله بيده، فكان بنو فاطمة يأخذون ثمرها، فإذا قدم الحجاج أهدوا لهم من ذلك التمر فيصلونهم، فيصير إليهم من ذلك مال جزيل جليل، فصرم (2) عبد الله بن عمر البازيار ذلك التمر، ووجه رجلا يقال له بشران بن أبي أمية الثقفي إلى المدينة فصرمه، ثم عاد إلى البصرة ففلج.
قال أبو بكر: أخبرنا أبو زيد عمر بن شبة، قال: حدثنا سويد بن سعيد والحسن بن عثمان قالا: حدثنا الوليد بن محمد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن فاطمة عليه السلام أرسلت إلى أبى بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وآله وهي حينئذ تطلب ما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: