شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ١٨٩
أبا سفيان قط، ثم أبوك يريد أن يركب ما هو أعظم من ذلك، يوافي الموسم غدا، ويوافي أم حبيبة بنت أبي سفيان، وهي من أمهات المؤمنين، فإن جاء يستأذن (1) عليها فأذنت له، فأعظم بها فرية على رسول الله صلى الله عليه وآله ومصيبة! وأن هي منعته فأعظم بها على أبيك فضيحة! ثم انصرف، فقال: جزاك الله يا أخي عن النصيحة خيرا، ساخطا كنت أو راضيا. ثم كتب إلى معاوية: إني قد اعتللت عن الموسم فليوجه إليه أمير المؤمنين من أحب فوجه عتبة بن أبي سفيان.
* * * فأما أبو عمر بن عبد البر في كتاب،، الاستيعاب،، فإنه قال: لما ادعى معاوية زيادا في سنة أربع وأربعين وألحقه به أخا زوج أبنته من ابنه محمد بن زياد ليؤكد بذلك صحة الاستلحاق، وكان أبو بكرة أخا زياد لامه، أمهما جميعا سمية، فحلف ألا يكلم زيادا أبدا وقال: هذا زنى أمه، وانتفى من أبيه، ولا والله ما علمت سمية رأت أبا سفيان قبل (2)، ويله ما يصنع بأم حبيبة! أيريد أن يراها؟ فإن حجبته فضحته، وأن رآها فيا لها مصيبة!
يهتك من رسول الله صلى الله عليه وآله حرمة عظيمة!
وحج زياد مع معاوية، ودخل المدينة فأراد الدخول على أم حبيبه ثم ذكر قول أبى بكرة، فانصرف عن ذلك. وقيل: إن أم حبيبة حجبته ولم تأذن له في الدخول عليها، وقيل، إنه حج ولم يرد (3) المدينة من أجل قول أبى بكرة، وأنه قال: جزى الله أبا بكرة خيرا فما يدع النصيحة في حال.
وروى أبو عمر بن عبد البر في هذا الكتاب قال: دخل بنو أمية وفيهم عبد الرحمن بن الحكم على معاوية أيام ما استلحق زيادا، فقال له عبد الرحمن: يا معاوية لو لم تجد إلا الزنج لاستكثرت بهم علينا قلة وذلة يعنى - على بنى أبى العاص. فاقبل معاوية

(1) ب: (أن يستأذن).
(2) أ والاستيعاب: (قط).
(3) أ: (يزر).
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268