شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ١٥٤
وتتيه في ضلالة وتعتصم بغير حجه، وتلوذ بأضعف شبهة فأما سؤالك المتاركة والاقرار لك على الشام، فلو كنت فاعلا ذلك اليوم لفعلته أمس وأما قولك: إن عمر ولاكه فقد عزل من كان ولاه صاحبه، وعزل عثمان من كان عمر ولاه ولم ينصب للناس إمام إلا ليرى من صلاح آلامه إماما قد كان ظهر لمن قبله، أو أخفى عنهم عيبه، والامر يحدث بعده الامر، ولكل وال رأى واجتهاد. فسبحان الله! ما أشد لزومك للأهواء المبتدعة والحيرة المتبعة... إلى آخر الفصل.
وأما قوله عليه السلام: (إنما نصرت عثمان حيث كان النصر لك...) إلى آخره، فقد روى البلاذري قال: لما أرسل عثمان إلى معاوية يستمده، بعث يزيد بن أسد القسري جد خالد بن عبد الله بن يزيد أمير العراق وقال له: إذا أتيت ذا خشب فأقم بها، ولا تتجاوزها. ولا تقل: الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فإنني أنا الشاهد، وأنت الغائب.
قال: فأقام بذي خشب حتى قتل عثمان. فاستقدمه حينئذ معاوية، فعاد إلى الشام بالجيش الذي كان أرسل معه، وإنما صنع ذلك معاوية ليقتل عثمان فيدعو إلى نفسه.
* * * وكتب معاوية إلى ابن عباس عند صلح الحسن عليه السلام له كتابا يدعوه فيه إلى بيعته، ويقول له فيه:
ولعمري لو قتلتك بعثمان رجوت أن يكون ذلك لله رضا، وأن يكون رأيا صوابا، فإنك من الساعين عليه، والخاذلين له والسافكين دمه، وما جرى بيني وبينك صلح فيمنعك منى، ولا بيدك أمان.
فكتب إليه أبن عباس جوابا طويلا يقول فيه: وأما قولك إني من الساعين على عثمان، والخاذلين له، والسافكين دمه، وما جرى بيني وبينك صلح فيمنعك منى
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268