فأقسم بالله لأنت المتربص بقتله، والمحب لهلاكه، والحابس الناس قبلك عنه على بصيرة من أمره، ولقد أتاك كتابه وصريخه يستغيث بك ويستصرخ، فما حفلت به، حتى بعثت إليه معذرا بأجرة، أنت تعلم أنهم لن يتركوه حتى يقتل، فقتل كما كنت أردت، ثم علمت عند ذلك أن الناس لن يعدلوا بيننا وبينك، فطفقت تنعى عثمان وتلزمنا دمه، وتقول: قتل مظلوما، فإن يك قتل مظلوما فأنت أظلم الظالمين، ثم لم تزل مصوبا ومصعدا وجاثما ورابضا، تستغوي الجهال، وتنازعنا حقنا بالسفهاء، حتى أدركت ما طلبت (وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) (1).
(١٥٥)