شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ١٦٥
وفى الحديث المرفوع: (من ولى لنا عملا فليتزوج، وليتخذ مسكنا ومركبا وخادما، فمن اتخذ سوى ذلك جاء يوم القيامة عادلا غالا سارقا) وقال عمر في وصيته لابن مسعود: إياك والهدية، وليست بحرام، ولكني أخاف عليك الدالة.
وأهدى رجل لعمر فخذ جزور فقبله، ثم ارتفع إليه بعد أيام مع خصم له، فجعل في أثناء الكلام يقول: يا أمير المؤمنين، أفصل القضاء بيني وبينه كما يفصل فخذ الجزور.
فقضى عمر عليه، ثم قام فخطب الناس، وحرم الهدايا على الولاة والقضاة.
وأهدى إنسان إلى المغيرة سراجا من شبه، وأهدى آخر إليه بغلا، ثم اتفقت لهما خصومة في أمر فترافعا إليه، فجعل صاحب السراج يقول: إن أمري أضوء من السراج، فلما أكثر قال المغيرة ويحك، إن البغل يرمح السراج فيكسره.
ومر عمر ببناء يبنى بآجر وجص لبعض عماله فقال: أبت الدراهم إلا أن تخرج أعناقها. وروى هذا الكلام عن علي عليه السلام، وكان عمر يقول: على كل عامل أمينان: الماء والطين.
ولما قدم أبو هريرة من البحرين قال له عمر: يا عدو الله وعدو كتابه، أسرقت مال الله تعالى؟ قال أبو هريرة: لست بعدو الله ولا عدو كتابه، ولكني عدو من عاداهما، ولم أسرق مال الله. فضربه بجريدة على رأسه، ثم ثناه بالدرة، وأغرمه عشرة آلاف درهم، ثم أحضره، فقال: يا أبا هريرة، من أين لك عشره آلاف درهم؟ قال:
خيلي تناسلت، وعطائي تلاحق وسهامي تتابعت، قال عمر: كلا والله. ثم تركه أياما، ثم قال له: ألا تعمل؟ قال: لا، قال: قد عمل من هو خير منك يا أبا هريرة، قال:
من هو؟ قال: يوسف الصديق، فقال أبو هريرة أن يوسف عمل لمن لم يضرب رأسه
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268