شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ١٥١
وقال الراوندي: هذه القصة وهذا الهارب جريضا وبعد لأي ما نجا، هو معاوية، قال: وقد قيل: إن معاوية بعث أمويا فهرب على هذه الحال والأول أصح، وهذا عجيب مضحك وددت له ألا يكون شرح هذا الكتاب!
قوله: (فدع عنك قريشا) إلى قوله: (على حرب رسول الله صلى الله عليه وآله)، هذا الكلام حق، فإن قريشا اجتمعت على حربه منذ يوم بويع بغضا له وحسدا وحقدا عليه، فأصفقوا كلهم يدا واحدة على شقاقه وحربه، كما كانت حالهم في ابتداء الاسلام مع رسول الله صلى الله عليه وآله، لم تخرم حاله من حاله أبدا إلا أن ذاك عصمه الله من القتل، فمات موتا طبيعيا، هذا اغتاله إنسان فقتله.
قوله: (فجزت قريشا عنى الجوازي، فقد قطعوا رحمي، وسلبوني سلطان ابن أمي)، هذه كلمة تجرى مجرى المثل، تقول لمن يسئ إليك وتدعو عليه: جزتك عنى الجوازي!
يقال جزاه الله بما صنع، وجازاه الله بما صنع! ومصدر الأول جزاء، والثاني مجازاة، وأصل الكلمة أن الجوازي جمع جازيه كالجواري جمع جارية، فكأنه يقول: جزت قريشا عنى بما صنعت لي كل خصلة من نكبة أو شدة أو مصيبة أو جائحة، أي جعل الله هذه الدواهي كلها جزاء قريش بما صنعت بي، وسلطان ابن أمي، يعنى به الخلافة، وابن أمه هو رسول الله صلى الله عليه وآله، لأنهما ابنا فاطمة بنت عمرو بن عمران بن عائذ بن مخزوم، أم عبد الله وأبى طالب، ولم يقل سلطان ابن أبي، لان غير أبى طالب من الأعمام يشركه في النسب إلى عبد المطلب.
قال الراوندي: الجوازي: جمع جازية، وهي النفس التي تجزى، أي جزاهم وفعل بهم ما يستحقون عساكر لأجلي وفي نيابتي، وكافأهم سرية تنهض إليهم، وهذا إشارة إلى بنى أمية يهلكون من بعده. وهذا تفسير غريب طريف.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268