شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ١٥٠
(حين) إلا أن تحذف في شعر، ومن الرواة من يرويها (كلا ولأي)، ولأي فعل، معناه أبطا.
قوله عليه السلام: (نجا جريضا)، أي قد غص بالريق من شدة الجهد والكرب، يقال: جرض بريقه يجرض بالكسر، مثال كسر يكسر، ورجل جريض مثل قدر يقدر فهو قدير، ويجوز أن يريد بقوله: (فنجا جريضا) أي ذا جريض، والجريض: الغصة نفسها، وفى المثل: (حال الجريض دون القريض) قال الشاعر:
كأن الفتى لم يغن في الناس ليلة * إذا اختلف اللحيان عند الجريض. (1) قال الأصمعي: ويقال: هو يجرض بنفسه، أي يكاد يموت، ومنه قول امرئ القيس:
وأفلتهن علباء جريضا * ولو أدركنه صفر الوطاب (2).
وأجرضه الله بريقه: أغصه.
قوله عليه السلام: (بعد ما أخذ منه بالمخنق)، هو موضع الخنق من الحيوان، وكذلك الخناق، بالضم، يقال أخذ بخناقه، فأما الخناق بالكسر، فالحبل تخنق به الشاه.
والرمق: بقيه الروح.
قوله عليه السلام: (فلأيا بلأى ما نجا)، أي بعد بطء وشده، وما زائدة أو مصدرية، وانتصب (لأيا) على المصدر القائم مقام الحال، أي نجا مبطئا، والعامل في المصدر محذوف أي أبطا بطئا، والفائدة في تكرير اللفظة المبالغة في وصف البطء الذي نجا موصوفه به، أي لأيا مقرونا بلأى

(1) لامرئ القيس، ديوانه 77.
(2) ديوانه 138.
(١٥٠)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268