الأصلي وقتلنا محمدا، فما لنا والتصميم على الأوس والخزرج وغيرهم من أصحابه، مع ما في ذلك من عظم الخطر بالأنفس!
قلت له: فإذا كان هذا قد خطر لهم فلماذا صعدوا في الجبل.
قال: يخطر لك خاطر ويدعوك داع إلى بعض الحركات، فإذا شرعت فيها خطر لك خاطر آخر يصرفك عنها، فترجع ولا تتمها!
قلت: نعم فما بالهم لم يقصدوا قصد المدينة وينهبوها؟
قال: كان فيها عبد الله بن أبي في ثلاثمائة مقاتل وفيها خلق كثير من الأوس والخزرج، لم يحضروا الحرب وهم مسلمون، وطوائف أخر من المنافقين لم يخرجوا، وطوائف أخرى من اليهود، أولو بأس وقوة، ولهم بالمدينة عيال وأهل ونساء، وكل هؤلاء كانوا يحامون عن المدينة، ولم تكن قريش تأمن مع ذلك أن يأتيها رسول الله صلى الله عليه وآله من ورائها بمن يجامعه من أصحابه فيحصلوا بين الأعداء من خلفهم ومن أمامهم فكان الرأي الأصوب لهم العدول عن المدينة وترك قصدها.
قال الواقدي: حدثني الضحاك بن عثمان، عن حمزة بن سعيد، قال: لما تحاجزوا وأراد أبو سفيان الانصراف، أقبل يسير على فرس له حوراء (1) فوقف على أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وهم في عرض الجبل، فنادى بأعلى صوته: أعل هبل ثم صاح، أين ابن أبي كبشة؟ يوم بيوم بدر، ألا إن الأيام دول.
وفي رواية أنه نادى أبا بكر وعمر أيضا، فقال: أين ابن أبي قحافة؟ أين ابن الخطاب؟ ثم قال: الحرب سجال، حنظلة بحنظلة، يعنى حنظلة بن أبي عامر بحنظلة بن