الربيع، وخارجة بن زهير، وهو يسترجع (1) ويترحم عليهم، وبعض المسلمين يسأل بعضا عن حميمه وذي رحمه فيهم، يخبر بعضهم بعضا، فبينا هم على ذلك رد الله المشركين ليذهب ذلك الحزن عنهم، فإذا عدوهم فوقهم قد علوا، وإذا كتائب المشركين بالجبل، فنسوا ما كانوا يذكرون، وندبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وحضنا على القتال، والله لكأني أنظر إلى فلان وفلان في عرض الجبل يعدوان هاربين.
قال الواقدي: فكان عمر يحدث يقول: لما صاح الشيطان: قتل محمد، أقبلت أرقي إلى الجبل، فكأني أرويه، فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) الآية، وأبو سفيان في سفح الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو ربه: اللهم ليس لهم أن يعلوا.
فانكشفوا.
قال الواقدي: فكان أبو أسيد الساعدي يحدث فيقول: لقد رأيتنا قبل أن يلقى النعاس علينا في الشعب وإنا لسلم لمن أرادنا، لما بنا من الحزن فألقى علينا النعاس، فنمنا حتى تناطح الحجف (2)، ثم فزعنا وكأنا لم يصبنا قبل ذلك نكبة. قال: وقال الزبير بن العوام: غشينا النعاس فما منا رجل إلا وذقنه في صدره من النوم، فأسمع معتب بن قشير - وكان من المنافقين - يقول: وإني لكالحالم: (لو كان لنا من الامر شئ ما قتلنا ها هنا) فأنزل الله تعالى فيه ذلك.
قال: وقال أبو اليسر: لقد رأيتني ذلك اليوم في رجال من قومي إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أنزل الله علينا النعاس أمنه منه، ما منهم رجل إلا يغط غطيطا حتى إن الحجف لتناطح، ولقد رأيت سيف بشر بن البراء بن معرور سقط من يده