حضر بدرا، ووليت يوم أحد فعفا الله عني في محكم كتابه، وأما بيعة الرضوان فإني خرجت إلى أهل مكة، بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: إن عثمان في طاعة الله وطاعة رسوله، وبايع عنى بإحدى يديه على الأخرى، فكان شمال النبي خيرا من يميني فلما جاء الوليد إلى عبد الرحمن بما قال قال: صدق أخي.
قال الواقدي: ونظر عمر إلى عثمان بن عفان فقال: هذا ممن عفا الله عنه، وهم الذين تولوا يوم التقى الجمعان والله ما عفا الله عن شئ فرده. قال: وسأل رجل عبد الله بن عمر عن عثمان فقال: أذنب يوم أحد ذنبا عظيما، فعفا الله عنه، وأذنب فيكم ذنبا صغيرا فقتلتموه، واحتج من روى أن عمر فر يوم أحد بما روي أنه جاءته في أيام خلافته امرأة تطلب بردا من برود كانت بين يديه، وجاءت معها بنت لعمر تطلب بردا أيضا فأعطى المرأة ورد ابنته، فقيل له في ذلك، فقال: إن أبا هذه ثبت يوم أحد وأبا هذه فر يوم أحد ولم يثبت.
وروى الواقدي: أن عمر كان يحدث فيقول: لما صاح الشيطان قتل محمد، قلت أرقي في الجبل كأني أروية، وجعل بعضهم هذا حجة في إثبات فرار عمر، وعندي أنه ليس بحجة لان تمام الخبر فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله. وهو يقول:
﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل﴾ (1) الآية، وأبو سفيان في سفح الجبل في كتيبته يرومون أن يعلوا الجبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم إنه ليس لهم أن يعلونا. فانكشفوا، وهذا يدل على أن رقيه في الجبل قد كان بعد إصعاد رسول الله صلى الله عليه آله فيه، وهذا بأن يكون منقبة له أشبه. وروى الواقدي قال: حدثني ابن أبي سبرة، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم، اسم أبى جهم عبيد، قال: كان خالد بن الوليد يحدث وهو بالشام فيقول الحمد: لله