فشكر وحشي علي عمري * حتى ترم أعظمي في قبري (1) قال: فأجابتها هند بنت أثاثة بن المطلب بن عبد مناف:
خزيت في بدر وغير بدر * يا بنت غدار عظيم الكفر (2) أفحمك الله غداة الفجر * بالهاشميين الطوال الزهر بكل قطاع حسام يفري * حمزة ليثي وعلي صقري إذ رام شيب وأبوك قهري * فخضبا منه ضواحي النحر قال محمد بن إسحاق: ومن الشعر الذي ارتجزت به هند بنت عتبة يوم أحد:
شفيت من حمزة نفسي بأحد * حين بقرت بطنه عن الكبد (3) أذهب عني ذاك ما كنت أجد * من لوعة الحزن الشديد المعتمد (4) والحرب تعلوكم بشؤبوب برد * نقدم إقداما عليكم كالأسد (5) قال محمد بن إسحاق: حدثني صالح بن كيسان، قال: حدثت أن عمر بن الخطاب قال لحسان: يا أبا الفريعة، لو سمعت ما تقول هند! ولو رأيت شرها قائمة على صخرة ترتجز بنا، وتذكر ما صنعت بحمزة! فقال حسان: والله إني لأنظر إلى الحربة تهوى وأنا على فارع - يعنى أطمة - فقلت: والله إن هذه لسلاح ليس بسلاح العرب، وإذا بها تهوى إلى حمزة ولا أدري، [ولكن] (6) أسمعني بعض قولها أكفيكموها، فأنشده عمر بعض ما قالت، فقال حسان يهجوها:
أشرت لكاع وكان عادتها * لؤما إذا أشرت مع الكفر (7)