صلى الله عليه وآله: لولا أن تحزن نساؤنا لذلك لتركناه للعافية، يعنى السباع والطير حتى يحشر يوم القيامة من بطونها وحواصلها.
قال الواقدي: وروى أن صفية لما جاءت حالت الأنصار بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: دعوها، فجلست عنده، فجعلت إذا بكت يبكي رسول الله صلى الله عليه وآله، وإذا نشجت (١) ينشج رسول الله صلى الله عليه وآله، وجعلت فاطمة عليها السلام تبكي، فلما بكت بكى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: لن أصاب بمثل حمزة أبدا، ثم قال صلى الله عليه وآله لصفية وفاطمة: أبشرا، أتاني جبرائيل عليه السلام فأخبرني أن حمزه مكتوب في أهل السماوات السبع: حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله.
قال الواقدي: ورأي رسول الله صلى الله عليه وآله بحمزة مثلا (٢) شديدا، فحزنه ذلك وقال: إن ظفرت بقريش لأمثلن بثلاثين منهم، فأنزل الله عليه: ﴿وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين﴾ (3) فقال صلى الله عليه وآله: بل نصبر، فلم يمثل بأحد من قريش.
قال الواقدي: وقام أبو قتادة الأنصاري فجعل ينال من قريش لما رأى من غم رسول الله صلى الله عليه وآله، وفي كل ذلك يشير إليه أن اجلس ثلاثا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا قتادة إن قريشا أهل أمانة، من بغاهم العواثر كبه الله لفيه، وعسى إن طالت بك مدة أن تحقر عملك مع أعمالهم، وفعالك مع فعالهم،