زعم، حتى يضيف إلى ذلك القول بالخبر الصراح فيقول إن الله تعالى لم يكن أراد منه الاسلام يومئذ.
قال الواقدي: قالوا ولم يدخل دارا ولا بيتا من دور بني هاشم ولا بنى زهرة من تلك الصخرة شئ قال: فقال العباس: إن هذه لرؤيا، فخرج مغتما، حتى لقى الوليد بن عتبة ابن ربيعة - وكان له صديقا - فذكرها له واستكتمه، ففشا الحديث في الناس، قال العباس: فغدوت أطوف بالبيت، وأبو جهل في رهط من قريش يتحدثون برؤيا عاتكة، فقال أبو جهل ما رأت عاتكة هذه فقلت وما ذاك فقال يا بنى عبد المطلب، أما رضيتم بان تتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساءكم زعمت عاتكة أنها رأت في المنام كذا وكذا - للذي رأت - فسنتربص بكم ثلاثا، فإن يكن ما قالت حقا فسيكون، وإن مضت الثلاث ولم يكن، نكتب عليكم إنكم أكذب أهل بيت في العرب فقال له العباس يا مصفر أسته، أنت أولى بالكذب واللؤم منا فقال أبو جهل إنا استبقنا المجد وأنتم، فقلتم فينا السقاية، فقلنا لا نبالي، تسقون الحجاج، ثم قلتم فينا الحجابة، فقلنا لا نبالي تحجبون البيت، ثم قلتم فينا الندوة، قلنا لا نبالي يكون الطعام فتطعمون الناس ثم قلتم فينا الرفادة، فقلنا لا نبالي، تجمعون عندكم ما ترفدون به الضعيف، فلما أطعمنا الناس وأطعمتم، وازدحمت الركب واستبقنا المجد، فكنا كفرسي رهان، قلتم منا نبي ، ثم قلتم منا نبية فلا واللات والعزى لا كان هذا أبدا.
قلت لا أرى كلام أبى جهل منتظما، لأنه إذا سلم للعباس أن هذه الخصال كلها فيهم، وهي الخصال التي تشرف بها القبائل بعضها على بعض، فكيف يقول لا نبالي لا نبالي وكيف يقول فلما أطعمنا للناس وأطعمتم، وقد كان الكلام منتظما، لو قال : ولنا بإزاء هذه المفاخر كذا وكذا، ثم يقول بعد ذلك استبقنا المجد فكنا كفرسي رهان، وازدحمت الركب، ولم يقل شيئا ولا عد مآثره ولعل أبا جهل قد قال ما لم ينقل.