اطلعوا غيوب أهل البرزخ في طول الإقامة فيه وحققت القيامة عليهم عداتها فكشفوا غطاء ذلك لأهل الدنيا حتى كأنهم يرون ما لا يرى الناس ويسمعون مالا يسمعون فلو مثلتهم لعقلك في مقاومهم المحمودة ومجالسهم المشهودة وقد نشروا دواوين أعمالهم وفرغوا لمحاسبة أنفسهم على كل صغيرة وكبيرة أمروا بها فقصروا عنها أو نهوا عنها ففرطوا فيها وحملوا ثقل أوزارهم ظهورهم فضعفوا عن الاستقلال بها فنشجوا نشيجا وتجاوبوا نحيبا يعجون إلى ربهم من مقام ندم واعتراف - لرأيت اعلام هدى ومصابيح دجى قد حفت بهم الملائكة وتنزلت عليهم السكينة وفتحت لهم أبواب السماء واعدت لهم مقاعد الكرامات في مقعد اطلع الله عليهم فيه فرضى سعيهم وحمد مقامهم يتنسمون بدعائه روح التجاوز رهائن فاقه إلى فضله وأسارى ذلة لعظمته جرح طول الأسى قلوبهم وطول البكاء عيونهم لكل باب رغبة إلى الله منهم يد قارعة يسألون من لا تضيق لديه المنادح ولا يخيب عليه الراغبون فحاسب نفسك لنفسك فان غيرها من الأنفس لها حسيب غيرك * * * الشرح:
من قرا (يسبح له فيها) بفتح الباء (1) ارتفع (رجال) عنده بوجهين