برجله، وخرج به يجره حتى ألقاه تحت أرجل الخيل، وقد قتله وصعد السرير، فنادى:
أنا هلال، أنا قاتل رستم، فانهزمت الفرس، وتهافتوا (1) في العقيق، فقتل منهم نحو ثلاثين ألفا، ونهبت أموالهم وأسلابهم، وكانت عظيمة جدا، وأخذت العرب منهم كافورا كثيرا، فلم يعبئوا به، لأنهم لم يعرفوه، وباعوه من قوم بملح، كيلا بكيل، وسروا بذلك وقالوا: أخذنا منهم ملحا طيبا، ودفعنا إليهم ملحا غير طيب، وأصابوا من الجامات من الذهب والفضة مالا يقع عليه العد لكثرته، فكان الرجل منهم يعرض جامين من ذهب على صاحبه، ليأخذ منه جاما واحدا من فضة يعجبه بياضها ويقول: من يأخذ صفراوين ببيضاء!
وبعث سعد بالأنفال والغنائم إلى عمر، فكتب إلى سعد: لا تتبع الفرس وقف مكانك واتخذه منزلا. فنزل موضع الكوفة اليوم واختط مسجدها، وبنى فيها الخطط للعرب.
* * * [يوم نهاوند] فأما وقعة نهاوند، فإن أبا جعفر محمد بن جرير الطبري ذكر في كتاب التاريخ (2)، أن عمر لما أراد أن يغزو العجم وجيوش كسرى وهي مجتمعة بنهاوند، استشار الصحابة، فقام عثمان فتشهد، فقال: أرى يا أمير المؤمنين أن تكتب إلى أهل الشام فيسيروا من شامهم، وتكتب إلى أهل اليمن فيسيروا من يمنهم، ثم تسير أنت بأهل هذين الحرمين إلى المصرين: البصرة والكوفة، فتلقى جمع المشركين بجمع المسلمين، فإنك إذا سرت