شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٩ - الصفحة ١٠٠
بمن معك ومن عندك، قل في نفسك ما تكاثر من عدد القوم، وكنت أعز عزا وأكثر، إنك لا تستبقي من نفسك بعد اليوم (1) باقية، ولا تمتع من الدنيا بعزيز، ولا تكون منها في حرز حريز. إن هذا اليوم له ما بعده، فاشهد بنفسك ورأيك وأعوانك، ولا تغب عنه.
قال أبو جعفر: وقام طلحة، فقال: أما بعد يا أمير المؤمنين، فقد أحكمتك الأمور، وعجمتك البلايا، وحنكتك (2) التجارب، وأنت وشأنك، وأنت ورأيك، لا ننبو في يديك، ولا نكل أمرنا إلا إليك، فأمرنا نجب، وادعنا نطع، واحملنا نركب، وقدنا ننقد، فإنك ولى هذا الامر، وقد بلوت وجربت واختبرت، فلم ينكشف شئ من عواقب الأمور لك إلا عن خيار.
فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: أما بعد، فإن هذا الامر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلة، إنما هو دين الله الذي أظهره، وجنده الذي أعزه وأمده بالملائكة، حتى بلغ ما بلغ، فنحن على موعود من الله، والله منجز وعده، وناصر جنده، وإن مكانك منهم مكان النظام من الخرز، يجمعه ويمسكه، فأن انحل تفرق ما فيه وذهب، ثم لم يجتمع بحذافيره أبدا، والعرب اليوم وإن كانوا قليلا، فإنهم كثير عزيز بالاسلام، أقم مكانك، واكتب إلى أهل الكوفة، فإنهم أعلام العرب ورؤساؤهم، وليشخص منهم الثلثان، وليقم الثلث، واكتب إلى أهل البصرة أن يمدوهم ببعض من عندهم، ولا تشخص الشام ولا اليمن، إنك إن أشخصت أهل الشام من شامهم، سارت الروم إلى ذراريهم، وإن أشخصت أهل اليمن من يمنهم سارت الحبشة إلى ذراريهم، ومتى شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أقطارها وأطرافها، حتى يكون ما تدع وراءك أهم إليك مما بين يديك من العورات والعيالات. إن الأعاجم إن ينظروا

(1) الطبري: " العرب ".
(2) الطبري: " واحتنكتك ".
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر أطراف مما شجر بين علي وعثمان في أثناء خلافته 3
2 فصل فيما شجر بين عثمان وابن عباس من الكلام في حضرة علي 18
3 أسباب المنافسة بين علي وعثمان 24
4 136 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته 31
5 137 - من كلام له عليه السلام في شأن طلحة والزبير 33
6 138 - من خطبة له عليه السلام يومىء فيها إلى ذكر الملاحم 40
7 فصل في الاعتراض وإيراد مثل منه 42
8 139 - من كلام له عليه السلام في وقت الشورى 49
9 من أخبار يوم الشورى وتولية عثمان 49
10 140 - من كلام له عليه السلام في النهى عن غيبة الناس 59
11 أقوال مأثورة في ذم الغيبة والاستماع إلى المغتابين 60
12 حكم الغيبة في الدين 66
13 فصل في الأسباب الباعثة على الغيبة 69
14 طريق التوبة من الغيبة 71
15 141 - من كلامه له عليه السلام في النهى عن التسرع بسوء الظن 72
16 142 - من كلامه له عليه السلام في أمر من وضع المعروف عند غير أهله 74
17 143 - من خطبة له عليه السلام في الاستسقاء 76
18 الثواب والعقاب عند المسلمين وأهل الكتاب 79
19 144 - من خطبة له عليه السلام في بعثة الأنبياء ثم استطراد إلى وصف بني هاشم 84
20 اختلاف الفرق الإسلامية في كون الأئمة من قريش 87
21 145 - من خطبة له عليه السلام في الزهد، وذكر البدع والسنن 91
22 146 - من كلام له عليه السلام وقد استشاره عمر في الشخوص لقتال الفرس بنفسه 95
23 يوم القادسية 96
24 يوم نهاوند 99
25 147 - من خطبة له في هدى الناس ببعثة الرسول عليه السلام، ذكر من انحرف عن القرآن، وفيها نبه الناس إلى مواطن الرشد والغي 103
26 148 - من كلام له عليه السلام في ذكر أهل البصرة 109
27 من أخبار يوم الجمل 111
28 مقتل طلحة والزبير 113
29 149 - من كلامه له عليه السلام قبل موته 116
30 150 - من خطبة له عليه السلام ويوميء فيها إلى الملاحم 126
31 151 - من خطبة له عليه السلام في التحذير من الفتن وغيرها مما يهلك 137
32 152 - من خطبة له في تمجيد الله وتعظيمه 147
33 أبحاث كلامية 147
34 عقيدة علي في عثمان ورأي المعتزلة في ذلك 153
35 153 - من خطبة له عليه السلام في تحذير الناس من الغفلة 157
36 154 - من خطبة له عليه السلام في وصف الداعي ووصف أهل البيت وذكر لزوم العمل بالعلم والعلم بالعمل 164
37 155 - ومن خطبة له عليه السلام يذكر فيها بديع خلقة الخفاش 181
38 فصل في ذكر بعض غرائب الطيور وما فيها من عجائب 183
39 156 - من كلام له عليه السلام خاطب به أهل البصرة على جهة اقتصاص الملاحم 189
40 فصل في ترجمة عائشة وذكر طرف من أخبارها 190
41 157 - ومن كلام له عليه السلام حينما قام إليه رجل وسأله عن الفتنة 205
42 158 - من خطبة له عليه السلام في وصف الدهر والتحفظ منه، وفيها جملة وصايا 209
43 159 - ومن خطبة له في حال الناس قبل البعثة وبعدها 217
44 160 - من خطبة له عليه السلام في وصف حاله مع أصحابه 221
45 161 - من خطبة له عليه السلام في تعظيم الله، وفيها ذكر شخص يزعم أنه يرجو الله وهو لا يعمل لرجائه، وفيها حث على الاقتداء بالأنبياء 223
46 162 - ومن خطبة له عليه السلام، ذكر فيها الرسول عليه السلام وشرف أسرته 237
47 163 - من كلام له عليه السلام لبعض أصحابه وقد سأله: كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به؟ 241
48 حديث عن امرئ القيس 244
49 164 - من خطبة له عليه السلام في تنزيه الله وتذكير الإنسان بهديه له في سبيل معيشته 252
50 مباحث كلامية 253
51 165 - من كلام قاله عليه السلام لعثمان بن عفان، لما اجتمع عليه الناس وسألوه مخاطبته عنهم 261
52 166 - من خطبة له يذكر فيها عجيب خلقة الطاوس، وفيها وصف الجنة 266
53 167 - من خطبة له عليه السلام، يوصى فيها بمكارم الأخلاق، ويوعد بني أمية 282
54 168 - من خطبة له عليه السلام في أول خلافته، وفيها حث على اتباع القرآن، وتأدية الفرائض 288
55 169 - من كلام له عليه السلام بعدما بويع له بالخلافة، وقد قال له قوم من الصحابة لو عاقبت قوما ممن أجلب على عثمان! 291
56 موقف على من قتلة عثمان 293
57 170 - من خطبة له عليه السلام عند مسير أصحاب الجمل إلى البصرة 295
58 171 - من كلام له عليه السلام لرجل من أهل البصرة وقد أرسله قومه ليعلم حقيقة حاله مع أصحاب الجمل 299
59 172 - من كلام له عليه السلام لما عزم على لقاء القوم بصفين 301
60 173 - من خطبة له عليه السلام، وفيها ذكر أصحاب الجمل 304
61 ذكر يوم الجمل ومسير عائشة إلى القتال 310
62 منافرة بين ولدي علي وطلحة 323
63 منافرة بين عبد الله بن الزبير وعبد الله بن العباس 324
64 174 - من خطبة له عليه السلام، فيمن هو أحق بالخلافة، وفيمن يجب قتاله، وفيها ذم للدنيا وتزهيد فيها 328