متى تلقيا الخيل المغيرة صبحة * وفيها على فاتركا الخيل ناحية (1) وكونا بعيدا حيث لا تبلغ القنا * ونار الوغى، إن التجارب كافيه (2) وإن كان منه بعد للنفس حاجة * فعودا إلى ما شئتما هي ماهية.
قال: فكان بسر بعد ذلك اليوم، إذا لقى الخيل التي فيها على ينتحي ناحية، وتحامي فرسان الشام بعدها عليا عليه السلام (3).
قال نصر: وحدثنا عمر بن سعد، عن الأجلح بن عبد الله الكندي، عن أبي جحيفة، قال: جمع معاوية كل قرشي بالشام، وقال لهم: العجب يا معشر قريش! أنه ليس لأحد منكم في هذه الحرب فعال (4) يطول بها لسانه غدا ما عدا عمرا، فما بالكم!
أين حمية قريش؟ فغضب الوليد بن عقبة، وقال: أي فعال تريد؟ والله ما نعرف في أكفائنا من قريش العراق من يغنى غناءنا باللسان ولا باليد، فقال معاوية: بلى إن أولئك وقوا عليا بأنفسهم. قال الوليد: كلا، بل وقاهم على بنفسه. قال: ويحكم! أما فيكم من يقوم لقرنه منهم مبارزه ومفاخره فقال مروان: أما البراز فإن عليا لا يأذن لحسن ولا لحسين ولا لمحمد بنيه فيه، ولا لابن عباس وإخوته، ويصلى بالحرب دونهم، فلأيهم نبارز! وأما المفاخرة، فبماذا نفاخرهم! بالاسلام أم بالجاهلية! فإن كان بالاسلام، فالفخر لهم بالنبوة، وإن كان بالجاهلية فالملك فيه لليمن، فإن قلنا قريش، قالوا لنا عبد المطلب.