شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٣
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الواحد العدل (124) الأصل:
ومن كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال:
فقدموا الدارع، وأخروا الحاسر، وعضو على الأضراس، فإنه أنبى للسيوف عن الهام، والتووا في أطراف الرماح، فإنه أمور للأسنة، وغضوا الابصار، فإنه اربط للجأش، واسكن للقلوب وأميتوا الأصوات، فإنه اطرد للفشل، ورأيتكم فلا تميلوها ولا تخلوها، ولا تجعلوها الا بأيدي شجعانكم، والمانعين الذمار منكم، فان الصابرين على نزول الحقائق هم الذين يحفون براياتهم، ويكتنفونها: حفافيها، ووراءها وأمامها، لا يتأخرون عنها فيسلموها، ولا يتقدمون عليها فيفردوها.
الشرح:
الدارع: لابس الدرع، والحاسر: الذي لا درع عليه و لا مغفر، أمرهم عليه السلام بتقديم المستلئم على غير المستلئم لان سوره الحرب وشدتها تلقى وتصادف الأول فالأول فواجب ان يكون أول القوم مستلئما، وان يعضوا على الأضراس، وقد تقدم شرح هذا، وقلنا:
انه يجوز ان يبدأوهم بالحنق والجد، ويجوز أن يريد أن العض على الأضراس يشد شؤون الدماغ ورباطاته، فلا يبلغ السيف منه مبلغه لو صادفه رخوا. وأمرهم بأن يلتووا إذا طعنوا،
(٣)
مفاتيح البحث: القتل (1)، الحرب (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303