شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٠١
يقال له الأصبغ بن ضرار الأزدي من مسالح معاوية وطلائعه فندب له علي عليه السلام الأشتر فأخذه أسيرا من غير قتال، فجاء به ليلا فشده وثاقا وألقاه عند أصحابه ينتظر به الصباح، وكان الأصبغ شاعرا مفوها فأيقن بالقتل ونام أصحابه، فرفع صوته فأسمع الأشتر، وقال:
ألا ليت هذا الليل أصبح سرمدا * على الناس لا يأتيهم بنهار (1) يكون كذا حتى القيامة إنني * أحاذر في الاصباح يوم بواري (2) فيا ليل أطبق، إن في الليل راحة * وفي الصبح قتلى أو فكاك أسارى ولو كنت تحت الأرض ستين واديا * لما رد عنى ما أخاف حذاري فيا نفس مهلا إن للموت غاية * فصبرا على ما ناب يا بن ضرار أأخشى ولى في القوم رحم قريبة * أبى الله أن أخشى ومالك جارى (3) ولو أنه كان الأسير ببلدة * أطاع بها، شمرت ذيل إزاري ولو كنت جار الأشعث الخير فكنى * وقل من الامر المخوف فراري وجار سعيد أو عدى بن حاتم * وجار شريح الخير قر قراري وجار المرادي الكريم وهانئ * وزحر بن قيس ما كرهت نهاري (4) ولو أنني كنت الأسير لبعضهم * دعوت فتى منهم ففك أساري (5) أولئك قومي لا عدمت حياتهم * وعفوهم عنى وستر عواري

(1) صفين: " طبق سرمدا ".
(2) صفين: " ضرمة نار ".
(3) صفين: " والأشتر جارى ".
(4) صفين: " المرادي العظيم ".
(5) صفين: " دعوت رئيس القوم ".
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303