أي أعانت ونصرت. والخميس: الجيش. والدعق قد فسره الرضى رحمه الله، ويجوز أن يفسر بأمر آخر، وهو الهيج والتنفير، دعق القوم يدعقهم دعقا أي هاج منهم ونفرهم.
ونواحر أرضهم، قد فسره رحمه الله أيضا، ويمكن أن يفسر بأمر آخر وهو أن يراد به أقصى أرضهم وآخرها، من قولهم لآخر ليلة في الشهر ناحرة.
وأعنان مساربهم ومسارحهم: جوانبها، والمسارب: ما يسرب فيه المال الراعي، والمسارح: ما يسرح فيه، والفرق بين " سرح " و " سرب "، أن السروح إنما يكون في أول النهار وليس ذلك بشرط في السروب.
[عود إلى أخبار صفين] واعلم أن هذا الكلام قاله أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه في صفين، يحرضهم به وقد ذكرنا من حديث صفين فيما تقدم أكثره، ونحن نذكر هاهنا تتمة القصة ليكون من وقف على ما تقدم وعلى هذا المذكور آنفا هنا قد وقف على قصة صفين بأسرها.
اتفق الناس كلهم أن عمارا رضي الله عنه أصيب مع علي عليه السلام بصفين، وقال كثير منهم، بل الأكثر أن أويسا (1) القرني أصيب أيضا مع علي عليه السلام بصفين.
وذكر ذلك نصر بن مزاحم في " كتاب صفين "، رواه عن حفص بن عمران البرجمي، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله في أويس ما قال، وقال الناس كلهم: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " إن الجنة لتشتاق إلى