وقوله: " لا يندب قتيلهم ": ليس يريد به من يقتلونه، بل القتيل منهم، وذلك لان أكثر الزنج الذين أشار إليهم، كانوا عبيدا لدهاقين البصرة وبناتها، ولم يكونوا ذوي زوجات وأولاد، بل كانوا على هيئة الشطار عزابا فلا نادبة لهم.
وقوله: " ولا يفقد غائبهم "، يريد به كثرتهم وأنهم كلما قتل منهم قتيل سد مسدة غيره، فلا يظهر أثر فقده.
وقوله: " أنا كأب الدنيا لوجهها " مثل الكلمات المحكية عن عيسى عليه السلام:
أنا الذي كببت الدنيا على وجهها ليس، لي زوجة تموت، ولا بيت يخرب، وسادي الحجر وفراشي المدر، وسراجي القمر.
* * * [أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد] فأما صاحب الزنج (1) هذا فإنه ظهر في فرات البصرة في سنة خمس وخمسين ومائتين رجل زعم أنه علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام فتبعه الزنج الذين كانوا يكسحون (2) السباخ في البصرة.
وأكثر الناس يقدحون في نسبه وخصوصا الطالبيين.. وجمهور النسابين اتفقوا على