شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٩٦
حتى إذا قاربه طعنه وهو دارع فألقاه إلى الأرض، ومنع الدرع السنان أن يصل إليه، فاتقاه بسر بعورته، وقصد أن يكشفها، يستدفع بأسه، فانصرف عنه عليه السلام مستدبرا له فعرفه الأشتر حين سقط فقال: يا أمير المؤمنين، هذا بسر بن أرطاة، هذا عدو الله وعدوك، فقال: دعه عليه لعنة الله، أبعد أن فعلها! فحمل ابن عم بسر من أهل الشام، شاب، على علي عليه السلام، وقال:
أرديت بسرا والغلام ثأئره * أرديت شيخا غاب عنه ناصره * وكلنا حام لبسر واتره * فلم يلتفت إليه علي عليه السلام، وتلقاه الأشتر فقال له:
في كل يوم رجل شيخ شاغره * وعورة وسط العجاج ظاهره تبرزها طعنة كف واتره * عمرو وبسر منيا بالفاقره.
فطعنه الأشتر، فكسر صلبه، وقام بسر من طعنة علي عليه السلام موليا، وفرت خيله، وناداه علي عليه السلام: يا بسر، معاوية كان أحق بها منك، فرجع بسر إلى معاوية فقال له معاوية: أرفع طرفك، فقد أدال الله عمرا منك، وقال الشاعر في ذلك:
أفي كل يوم فارس تندبونه * له عورة تحت العجاجة باديه يكف بها عنه على سنانه * ويضحك منها في الخلاء معاوية بدت أمس من عمرو فقنع رأسه * وعورة بسر مثلها حذو حاذيه فقولا لعمرو وابن أرطاة أبصرا * سبيلكما، لا تلقيا الليث ثانيه ولا تحمدا إلا الحيا وخصاكما * هما كانتا للنفس والله واقيه فلولاهما لم تنجوا من سنانه * وتلك بما فيها عن العود ناهيه
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303