شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٩٢
قرار، وإن يكن لغيرك فما أصبت به أعظم. فقال معاوية: يا أهل الشام، ما جعلكم أحق بالجزع على قتلاكم من أهل العراق على قتلاهم، والله ما ذو الكلاع فيكم بأعظم من عمار بن ياسر فيهم، ولا حوشب فيكم بأعظم من هاشم فيهم، وما عبيد الله بن عمر فيكم بأعظم من ابن بديل فيهم، وما الرجال إلا أشباه، وما التمحيص إلا من عند الله فأبشروا فإن الله قد قتل من القوم ثلاثة: قتل عمارا وكان فتاهم، وقتل هاشما وكان حمزتهم، وقتل ابن بديل وهو الذي فعل الأفاعيل، وبقى الأشتر، والأشعث، وعدي بن حاتم، فأما الأشعث فإنما حمى عنه (1) مصره وأما الأشتر وعدي فغضبا والله [للفتنة] (2)، قاتلهما غدا إن شاء الله تعالى، فقال معاوية بن خديج: إن يكن الرجال عندك أشباها فليست عندنا كذلك، وغضب، وقال شاعر اليمن يرثى ذا الكلاع وحوشبا (3):
معاوي قد نلنا ونيلت سراتنا * وجدع أحياء الكلاع ويحصب فذو كلع لا يبعد الله داره * وكل يمان قد أصيب بحوشب هما ما هما كانا معاوي عصمة * متى قلت كانا عصمة لا أكذب ولو قبلت في هالك بذل فدية * فديتهما بالنفس والام والأب (4) وروى نصر، عن عمر بن سعد، عن عبيد الرحمن بن كعب، قال: لما قتل عبد الله ابن بديل يوم صفين مر به الأسود بن طهمان الخزاعي، وهو بآخر رمق، فقال له: عز على والله مصرعك! أما والله لو شهدتك لآسيتك، ولدافعت عنك، ولو رأيت الذي أشعرك (5)

(1) صفين: " فحماه مصري ".
(2) من صفين.
(3) صفين: " وقال الحضرمي في ذلك شعرا ".
(4) صفين 518، 519.
(5) الاشعار: الإدماء بطعن أو رمى أو وجئ بحديدة.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303