أي ملهمون، قال تعالى: ﴿رب أوزعني أن أشكر نعمتك﴾ (1) أي ألهمني، أوزعته بكذا وهو موزع به، والاسم والمصدر جميعا الوزع بالفتح، واستوزعت إليه تعالى شكره فأوزعني، أي استلهمته فألهمني.
ولا يعدلون عنه، لا يتركونه إلى غيره، وروى " لا يعدلون به " أي لا يعدلون بالجور شيئا آخر، أي لا يرضون إلا بالظلم والجور ولا يختارون عليهما غيرهما. قوله: " جفاة عن الكتاب ": جمع جاف وهو النابي عن الشئ، أي قد نبوا عن الكتاب لا يلائمهم ولا يناسبونه تقول: جفا السرج عن ظهر الفرس إذا نبا وارتفع، وأجفيته أنا، ويجوز أن يريد أنهم أعراب جفاة، أي أجلاف لا أفهام لهم.
قوله: " نكب عن الطريق "، أي عادلون، جمع ناكب، نكب ينكب عن السبيل، بضم الكاف نكوبا.
قوله: " وما أنتم بوثيقة "، أي بذي وثيقة، فحذف المضاف، والوثيقة: الثقة يقال:
قد أخذت في أمر فلان بالوثيقة، أي بالثقة، والثقة مصدر.
والزوافر: العشيرة والأنصار، ويقال: هم زافرتهم عند السلطان، للذين يقومون بأمره عنده.
وقوله: " يعتصم " إليها "، أي بها، فأناب " إلى " مناب الباء، كقول طرفة:
وإن يلتق الحي الجميع تلاقني * إلى ذروة البيت الرفيع المصمد (2).
وحشاش النار: ما تحش به، أي توقد، قال الشاعر:
أفي أن أحش الحرب فيمن يحشها * ألام، وفي ألا أقر المخازيا!.