شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٩٠
وكان ممن استأمن مربدا (1) القائد وبرنكوبه (2) وبيلويه (3)، فخلعت عليهم الخلع ووصلوا بالصلات الكثيرة، وحملوا على الخيول المحلاة، وأحسن إلى كل من جاء معهم من أصحابهم.
* * * قال أبو جعفر: فضاقت المير على الناجم وأصحابه، فندب شبلا القائد وأبا الندى، وهما من رؤساء قواده، وقدماء أصحابه الذين يعتمد عليهم ويثق بمناصحتهم وأمرهما بالخروج في عشرة آلاف من الزنج وغيرهم، والقصد إلى نهر الدير ونهر المرأة ونهر أبى الأسد، والخروج من هذه الأنهار إلى البطيحة، والغارة (4) على المسلمين وأهل القرى وقطع الطرقات، وأخذ جميع ما يقدرون عليه من الطعام والميرة وحمله إلى مدينته. وقطعه عن الوصول إلى عسكر أبى أحمد. فندب أبو أحمد لقصدهم مولاه لزيرك في جيش كثيف، بعضه في الماء، وبعضه على الظهر، فواقعهم في الموضع المعروف بنهر عمر، فكانت بينه وبينهم حرب شديدة أسفرت عن انكسارهم وخذلان الله لهم فأخذ منهم أربعمائة سفينة، وأسرى كثيرين وأقبل بها وبهم، وبالرؤوس إلى عسكر أبى أحمد.
قال أبو جعفر: وندب أبو أحمد ابنه أبا العباس لقصد مدينة الناجم؟؟، والعلو عليها، فقصدها من النهر المعروف بالغربي، وقد أعد الناجم به علي بن أبان المهلبي، فاستعرت الحرب بين الفريقين، فأمد الناجم عليا بسليمان بن جامع في جمع كثير من قواد الزنج، واتصلت الحرب، واستأمن كثير من قواد الزنج إلى أبى العباس، وامتدت الحرب إلى بعد العصر، ثم انصرف أبو العباس، فاجتاز في منصرفه بمدينة الناجم، وقد انتهى إلى الموضع المعروف

(1) الطبري: " مديد ".
(2) الطبري: " وابن أنكلويه ".
(3) الطبري: " وخيلفة ".
(4) الطبري: " للغارة ".
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303