شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٧٩
فوجد الزنج قد كانوا قطعوا قنطرة قديمة أعجمية، كانت بين سوق الأهواز ورمهرمز، يقال لها قنطرة أربق، فامتنع التجار ومن كان يحمل الميرة من الورود، لقطع تلك القنطرة فركب أبو أحمد إليها، وهي على فرسخين من سوق الأهواز، فجمع من كان في العسكر من السودان، وأخذهم بنقل الصخر والحجارة لإصلاح هذه القنطرة، وبذل لهم من أموال الرعية، فلم يرم حتى أصلحت في يومه ذلك، وردت إلى ما كانت عليه، فسلكها الناس، ووافت القوافل بالميرة، فحيى أهل العسكر، وحسنت أحوالهم، وأمر بجمع السفن لعقد الجسر على دجيل الأهواز، فجمعت من جميع الكور، وأقام بالأهواز أياما حتى أصلح أصحابه أمورهم، وما احتاجوا إليه من آلاتهم، وحسنت أحوال دوابهم، وذهب عنها ما كان بها من الضر بتأخر الأعلاف، ووافت كتب القوم الذين تخلفوا عن المهلبي، وأقاموا بعده بسوق الأهواز يسألون أبا أحمد الأمان، فأمنهم، فأتاه منهم نحو ألف رجل فأحسن إليهم، وضمهم إلى قواد غلمانه، وأجرى لهم الأرزاق، وعقد الجسر على دجيل الأهواز، ورحل بعد أن قدم جيوشه أمامه، وعبر دجيلا، فأقام بالموضع المعروف بقصر المأمون ثلاثا، وقد كان قدم ابنه أبا العباس إلى نهر المبارك، من فرات البصرة، وكتب إلى ابنه هارون بالانحدار إليه ليجتمع العساكر هناك، ورحل أبو أحمد عن قصر المأمون إلى قورج العباس، ووافاه أحمد بن أبي الأصبغ هنالك بهدايا محمد بن عبد الله الكردي صاحب رامهرمز من دواب ومال (1) ثم رحل عن القورج فنزل الجعفرية، ولم يكن بها ماء وقد كان أنفذ إليها وهو بعد في القورج من حفر آبارها، فأقام بها يوما وليلة، وألفى بها ميرا مجموعة فاتسع الجند بها، وتزودوا منها ثم رحل إلى المنزل المعروف بالبشير، فألفى فيه غديرا من ماء المطر، فأقام به يوما وليلة، ورحل إلى المبارك وكان منزلا بعيد المسافة

(1) الطبري: " وضوار وغير ذلك ".
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303