شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٣٣
وقد كان وجهه إلى البصرة، يدعو إليه غلمان الشورج (1)، ووافى إليه صاحب له آخر يعرف بشبل بن سالم (2، قد كان دعا إليه قوما منهم أيضا 2)، وأحضر معه حريرة كان أمره بابتياعها، ليتخذها لواء، فكتب فيها بالحمرة (3): (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله) الآية، وكتب اسمه واسم أبيه عليها، وعلقها في رأس مردي (4)، وخرج وقت السحر من ليلة السبت لليلتين بقيتا من شهر رمضان، فلما صار إلى مؤخر القصر الذي كان فيه، لقيه غلمان رجل من الشورجيين، يعرف بالعطار [متوجهين إلى أعمالهم] (5) فأمر بأخذ وكيلهم، فأخذ وكتف، واستضم غلمانه إلى غلمانه، وكانوا خمسين غلاما، ثم صار إلى الموضع المعروف بالسنائي فاتبعه الغلمان الذين كانوا فيه، وهم خمسمائة غلام فيهم الغلام المعروف بأبي حديد، وأمر بأخذ وكيلهم، وكتفه ثم مضى إلى الموضع المعروف بالسيرافي، فاتبعه من كان فيه من غلمان، وهم مائة وخمسون غلاما، منهم زريق وأبو الخنجر، ثم صار إلى الموضع المعروف بسبخة ابن عطاء، فأخذ طريفا، وصبيحا الأعسر، وراشدا المغربي، وراشدا القرمطي؟ (6)؟، وكل هؤلاء من وجوه الزنج وأعيانهم الذين صاروا قوادا وأمراء في جيوشه، وأخذ معهم ثمانين غلاما.
ثم أتى إلى الموضع المعروف بغلام سهل الطحان، فاستضاف من كان به من الغلمان، ثم لم يزل يفعل مثل ذلك في يومه حتى اجتمع إليه بشر كثير من الزنج، ثم قام فيهم

(1) الطبري: " في حوائج من حوائجه ".
(2 - 2) الطبري: " وكان من غلمان الدباسين ".
(3) الطبري: " بحمرة وخضرة ".
(4) المردي: خشبة تدفع بها السفينة.
(5) من الطبري.
(6) الطبري: " القرماطي ".
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303