شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٣١
وعامل السلطان بها يومئذ محمد بن رجاء، ووافق ذلك فتنة أهل البصرة بالبلالية والسعدية فطمع في أحد الفريقين أن يميل إليه، فأرسل أربعة من أصحابه يدعون إليه، وهم محمد ابن سلم القصاب الهجري وبريش القريعي وعلى الضراب، والحسين الصيدناني، وهم الذين كانوا صحبوه بالبحرين فلم يستجب لهم أحد من أهل البلد، وثار عليهم الجند فتفرقوا، وخرج علي بن محمد من البصرة هاربا، وطلبه ابن رجاء فلم يقدر عليه وأخبر ابن رجاء بميل جماعة من أهل البصرة إليه، فأخذهم فحبسهم وحبس معهم زوجة على ابن محمد، وابنه الأكبر، وجارية له كانت حاملا، ومضى علي بن محمد لوجهه يريد بغداد ومعه قوم من خاصته، منهم محمد بن سلم، ويحيى بن محمد، وسليمان بن جامع، وبريش القريعي، فلما صاروا بالبطيحة، نذر بهم بعض موالي الباهليين، كان يلي أمر البطيحة، فأخذهم وحملهم إلى محمد بن أبي عون وهو عامل السلطان بواسط، فاحتال لابن أبي عون حتى تخلص هو وأصحابه من يده، ثم صار إلى بغداد فأقام بها سنة، وانتسب في هذه السنة إلى محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد، وكان يزعم أنه ظهر له أيام مقامه ببغداد في هذه السنة آيات، وعرف ما في ضمائر أصحابه وما يفعله كل واحد منهم، وأنه سأل ربه أن يعلمه حقيقة أمور كانت في نفسه، فرأى كتابا يكتب له على حائط، ولا يرى شخص كاتبه.
* * * قال أبو جعفر: واستمال ببغداد جماعة منهم جعفر بن محمد الصوحاني، من ولد زيد ابن صوحان العبدي، ومحمد بن القاسم وغلامان لبني خاقان (1)، وهما مشرق ورفيق، فسمى مشرقا حمزة وكناه أبا أحمد، وسمى رفيقا جعفرا وكناه أبا الفضل: فلما انقضى عامه ذلك ببغداد، عزل محمد بن رجاء عن البصرة، فوثبت رؤساء الفتنة بها من البلالية والسعدية،

(1) الطبري: " وغلاما يحيى بن عبد الرحمن بن خاقان ".
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303