شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٨٩
ثم لحق معاوية، وهجا عليا عليه السلام، فقال:
ألا من مبلغ عنى عليا * بأني قد أمنت فلا أخاف عمدت لمستقر الحق لما * رأيت أموركم فيها اختلاف وروى عبد الملك بن قريب الأصمعي، عن ابن أبي الزناد، قال: دخل النجاشي على معاوية، وقد أذن للناس عامة، فقال لحاجبه: ادع النجاشي، والنجاشي، بين يديه، ولكن اقتحمته عينه، فقال: هأنذا النجاشي بين يديك يا أمير المؤمنين، إن الرجال ليست بأجسامها، إنما لك من الرجل أصغراه: قلبه ولسانه، قال: ويحك! أنت القائل (1):
ونجى ابن حرب سابح ذو علالة * أجش هزيم والرماح دواني (2) إذا قلت أطراف الرماح تنوشه * مرته به الساقان والقدمان (3) ثم ضرب بيده إلى ثديه (4)، فقال: ويحك! إن مثلي لا تعدو به الخيل، فقال:
يا أمير المؤمنين، إني لم أعنك، إنما عنيت عتبة.
وروى صاحب كتاب،، الغارات،، أن عليا عليه السلام لما حد النجاشي غضبت اليمانية لذلك، وكان أخصهم به طارق بن عبد الله بن كعب النهدي، فدخل عليه، فقال:
يا أمير المؤمنين، ما كنا نرى أن أهل المعصية والطاعة، وأهل الفرقة والجماعة عند ولاة العدل ومعادن الفضل سيان في الجزاء، حتى رأينا ما كان من صنيعك بأخي الحارث،

(1) البيتان في الأغاني 13: 260 (طبعة الدار)، والأول مع الخبر في الشعر والشعراء 219 (2) السايح: الفرس السريع كأنه يسبح بيديه والعلالة هنا بقية جرى الفرس. والأجش الغليظ الصوت في صهيله، وهو مما يحمد في الخيل. والهزيم: الفرس الشديد الصوت.
(3) مرته: استدرت جريه.
(4) في الشعر والشعراء: (ثندوتيه)، والثندوة: اللحم الذي حول الثدي.
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232