شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٨٦
أنبئه أن الهدى في اتباعنا * فيأبى، ويضريه المراء فيشغب (1) فإن لا يشايعنا عفاق فإننا (2) * على الحق ما غنى الحمام المطرب سيغني الاله عن عفاق وسعيه * إذا بعثت للناس جأواء تحرب (3) قبائل من حيى معد ومثلها * يمانية لا تنثني حين تندب (4) لهم عدد مثل التراب وطاعة * تود، وبأس في الوغى لا يؤنب فقال له عفاق: لو كنت شاعرا لأجبتك، ولكني أخبركم عن ثلاث خصال كن منكم، والله ما أرى أن تصيبوا بعدهن شيئا مما يسركم.
أما واحدة فإنكم سرتم إلى أهل الشام حتى إذا دخلتم عليهم بلادهم قاتلتموهم، فلما ظن القوم أنكم لهم قاهرون رفعوا المصاحف، فسخروا بكم فردوكم عنهم، فلا والله لا تدخلونها بمثل ذلك الجد والحد والعدد الذي دخلتم به أبدا.
وأما الثانية، فإنكم بعثتم حكما وبعث القوم حكما، فأما حكمكم فخلعكم، وأما حكمهم فأثبتهم، فرجع صاحبهم يدعى أمير المؤمنين، ورجعتم متلاعنين متباغضين، فوالله لا يزال القوم في علاء، ولا تزالون في سفال.
وأما الثالثة، فإنه (5) خالفكم قراؤكم وفرسانكم فعدوتم عليهم فذبحتموهم بأيديكم، فوالله لا تزالون بعدها متضعضعين (6).
قال: وكان يمر عليهم بعد، فيقول: اللهم إني منهم برئ، ولابن عفان ولى!
فيقولون: اللهم إنا لعلى أولياء، ومن ابن عفان برآء، ومنك يا عفاق!

(1) الشغب: الشر.
(2) ج: (يتابعنا).
(3) كتيبة جأواء: هي التي يعلوها لون السواد لكثرة الدروع.
(4) تندب: تدعى فتخف للدعوى.
(5) ج: (فإنكم).
(6) تضعضع: خضع وذل.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232