ما تقول لربك غدا؟ تؤتى بالرجل فيقال لك: هو من الخوارج فتأمر بقتله، ثم تؤتى بأخر فيقال لك: ليس الذي قتلته بخارجي، ذاك فتى وجدناه ماضيا في حاجته، فشبه علينا، وإنما الخارجي هذا، فتأمر بقتل الثاني! فقال سمرة: وأي بأس في ذلك! إن كان من أهل الجنة مضى إلى الجنة، وإن كان من أهل النار مضى إلى النار!
* * * وروى واصل مولى أبى عيينة، عن جعفر بن محمد بن علي عليه السلام عن آبائه، قال:
كان لسمرة بن جندب نخل في بستان رجل من الأنصار، فكان يؤذيه، فشكا الأنصاري ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فبعث إلى سمرة، فدعاه فقال له: بع نخلك من هذا، وخذ ثمنه، قال: لا أفعل، قال: فخذ نخلا مكان نخلك، قال: لا أفعل، قال:
فاشتر منه بستانه، قال: لا أفعل، قال: فاترك لي هذا النخل ولك الجنة، قال:
لا أفعل، فقال صلى الله عليه وسلم للأنصاري: (اذهب فاقطع نخله، فإنه لا حق له فيه).
* * * وروى شريك قال: أخبرنا عبد الله بن سعد عن حجر بن عدي، قال: قدمت المدينة فجلست إلى أبي هريرة، فقال: ممن أنت؟ قلت: من أهل البصرة، قال: ما فعل سمرة ابن جندب؟ قلت: هو حي، قال: ما أحد أحب إلى طول حياة منه. قلت: ولم ذاك؟
قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي وله ولحذيفة بن اليمان: (آخركم موتا في النار)، فسبقنا حذيفة، وأنا الان أتمنى أن أسبقه، قال: فبقي سمرة بن جندب حتى شهد مقتل الحسين.
وروى أحمد بن بشير عن مسعر بن كدام، قال: كان سمرة بن جندب أيام مسير