شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٩٢
فبلغ عليا عليه السلام قوله، فقال: لو قتل النهدي يومئذ لقتل شهيدا.
وقال معاوية للهيثم بن الأسود أبى العريان - وكان عثمانيا، وكانت امرأته علوية الرأي، تكتب بأخبار معاوية في أعنة الخيل وتدفعها إلى عسكر علي عليه السلام بصفين فيدفعونها إليه - فقال معاوية بعد التحكيم: يا هيثم، أهل العراق كانوا أنصح لعلى في صفين أم أهل الشام لي؟ فقال: أهل العراق قبل أن يضربوا بالبلاء كانوا أنصح لصاحبهم، قال: كيف قلت ذلك؟ قال: لان القوم ناصحوه على الدين، وناصحك أهل الشام على الدنيا، وأهل الدين أصبر، وهم أهل بصيرة، وإنما أهل الدنيا أهل طمع، ثم والله ما لبث أهل العراق أن نبذوا الدين وراء ظهورهم، ونظروا إلى الدنيا، فالتحقوا بك.
فقال معاوية: فما الذي يمنع الأشعث أن يقدم علينا، فيطلب ما قبلنا؟ قال: إن الأشعث يكرم نفسه أن يكون رأسا في الحرب، وذنبا في الطمع.
* * * ومن المفارقين لعلى عليه السلام أخوه عقيل بن أبي طالب، قدم على أمير المؤمنين بالكوفة يسترفده (1)، فعرض عليه عطاءه، فقال: إنما أريد من بيت المال، فقال: تقيم إلى يوم الجمعة، فلما صلى عليه السلام الجمعة، قال له: ما تقول فيمن خان هؤلاء أجمعين؟
قال بئس الرجل! قال: فإنك أمرتني أن أخونهم وأعطيك، فلما خرج من عنده شخص إلى معاوية، فأمر له يوم قدومه بمائة ألف درهم، وقال له: يا أبا يزيد، أنا خير لك أم على؟
قال: وجدت عليا أنظر لنفسه منه لي، ووجدتك أنظر لي منك لنفسك.
وقال معاوية لعقيل: إن فيكم يا بني هاشم لينا، قال: أجل إن فينا لينا من غير

(1) يسترفده: يطلب عطاءه.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232