قال: فأخذ لا يقلع، فدعوا رجلا منهم له سجاعة كسجاعة الكهان، فقالوا: ويحك!
أما تكفينا بسجعك وخطبك هذا! فقال: كفيتكم، فمر عفاق عليهم، فقال كما كان يقول، فلم يمهله أن قال: له اللهم اقتل عفاقا، فإنه أسر نفاقا، وأظهر شقاقا، وبين فراقا، وتلون أخلاقا.
فقال عفاق: ويحكم! من سلط على هذا؟ قال: الله بعثني إليك، وسلطني عليك لأقطع لسانك، وأنصل سنامك (1)، وأطرد شيطانك.
قال: فلم يك يمر عليهم بعد، إنما يمر على مزينة.
* * * وممن فارقه عليه السلام عبد الله بن عبد الرحمن بن مسعود بن أوس بن إدريس بن معتب الثقفي، شهد مع علي عليه السلام صفين، وكان في أول أمره مع معاوية، ثم صار إلى علي عليه السلام، ثم رجع بعد إلى معاوية، وكان علي عليه السلام يسميه الهجنع، والهجنع: الطويل.
* * * ومنهم القعقاع بن شور، استعمله علي عليه السلام على كسكر، فنقم منه أمورا، منها أنه تزوج امرأة فأصدقها مائة ألف درهم، فهرب إلى معاوية.
* * * ومنهم النجاشي الشاعر من بنى الحارث بن كعب، كان شاعر أهل العراق بصفين، وكان علي عليه السلام يأمره بمحاربة شعراء أهل الشام، مثل كعب بن جعيل وغيره، فشرب الخمر بالكوفة، فحده علي عليه السلام، فغضب ولحق بمعاوية، وهجا عليا عليه السلام.