فأقسم لولا أن أمك أمنا * وأنك مولى ما طفقت أعاتبه وأقسم لو أدركتني ما رددتني * كلانا قد اصطفت إليه جلائبه قال ابن هلال: وكتب إلى العراق شعرا يذم فيه عليا عليه السلام، ويخبره أنه من أعدائه، فدعا عليه وقال لأصحابه عقيب الصلاة: ارفعوا أيديكم فادعوا عليه، فدعا عليه وأمن أصحابه.
قال أبو الصلت التيمي: كان دعاؤه عليه: اللهم إن يزيد بن حجية هرب بمال المسلمين ولحق بالقوم الفاسقين، فاكفنا مكره وكيده واجزه جزاء الظالمين.
قال: ورفع القوم أيديهم يؤمنون، وكان في المسجد عفاق بن شرحبيل بن أبي رهم التيمي شيخا كبيرا، وكان يعد ممن شهد على حجر بن عدي حتى قتله معاوية، فقال عفاق: على من يدعو القوم؟ قالوا: على يزيد بن حجية، فقال: تربت أيديكم!
أعلى أشرافنا تدعون! فقاموا إليه فضربوه حتى كاد يهلك. وقام زياد بن خصفة - وكان من شيعة علي عليه السلام - فقال: دعوا لي ابن عمى، فقال علي عليه السلام:
دعوا للرجل ابن عمه، فتركه الناس، فأخذ زياد بيده فأخرجه من المسجد، وجعل يمشى معه يمسح التراب عن وجهه، وعفاق يقول: والله لا أحبكم ما سعيت ومشيت، والله لا أحبكم ما اختلفت الدرة والجرة، وزياد يقول: ذلك أضر لك، ذلك شر لك.
وقال زياد بن خصفة يذكر ضرب الناس عفاقا:
دعوت عفاقا للهدى فاستغشني * وولى فريا قوله وهو مغضب ولولا دفاعي عن عفاق ومشهدي * هوت بعفاق - عوض - عنقاء مغرب (1)