شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٦
لا تقاتلوا القوم حتى يبدأوكم، فهي حجة أخرى لكم عليهم، فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا، ولا تجهزوا على جريح، ولا تكشفوا عورة، ولا تمثلوا بقتيل، فإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا سترا، ولا تدخلوا دارا إلا بإذن، ولا تأخذوا شيئا من أموالهم إلا ما وجدتم في عسكرهم، ولا تهيجوا امرأة، وإن شتمن أعراضكم، وتناولن أمراءكم وصلحاءكم، فإنهن ضعاف القوى والأنفس والعقول، ولقد كنا وإنا لنؤمر بالكف عنهن وهن مشركات، وإن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالهراوة أو الحديد فيعير بها عقبه من بعده.
* * * قال نصر: وحدثنا عمر بن سعد، عن إسماعيل بن يزيد - يعنى ابن أبي خالد - عن أبي صادق، أن عليا (1) عليه السلام حرض الناس في حروبه، فقال:
عباد الله، اتقوا الله وغضوا أبصاركم، واخفضوا الأصوات، وأقلوا الكلام، ووطنوا أنفسكم على المنازلة والمجاولة والمبارزة والمعانقة، واثبتوا: (واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) (2)، (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) (3). اللهم ألهمهم الصبر، وأنزل عليهم النصر، وأعظم لهم الاجر.
* * * قال نصر: وكان (4) ترتيب عسكر علي عليه السلام، بموجب ما رواه لنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن محمد بن علي، وزيد بن حسن، ومحمد بن عبد المطلب: أنه جعل على الخيل عمار بن ياسر، وعلى الرجالة عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي، ودفع اللواء

(١) وقعة صفين ٢٣٠.
(٢) سورة الأنفال آية ٤٥ (٣) سورة الأنفال آية ٤٦ (٤) وقعة صفين 231
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232