لا تقاتلوا القوم حتى يبدأوكم، فهي حجة أخرى لكم عليهم، فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا، ولا تجهزوا على جريح، ولا تكشفوا عورة، ولا تمثلوا بقتيل، فإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا سترا، ولا تدخلوا دارا إلا بإذن، ولا تأخذوا شيئا من أموالهم إلا ما وجدتم في عسكرهم، ولا تهيجوا امرأة، وإن شتمن أعراضكم، وتناولن أمراءكم وصلحاءكم، فإنهن ضعاف القوى والأنفس والعقول، ولقد كنا وإنا لنؤمر بالكف عنهن وهن مشركات، وإن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالهراوة أو الحديد فيعير بها عقبه من بعده.
* * * قال نصر: وحدثنا عمر بن سعد، عن إسماعيل بن يزيد - يعنى ابن أبي خالد - عن أبي صادق، أن عليا (1) عليه السلام حرض الناس في حروبه، فقال:
عباد الله، اتقوا الله وغضوا أبصاركم، واخفضوا الأصوات، وأقلوا الكلام، ووطنوا أنفسكم على المنازلة والمجاولة والمبارزة والمعانقة، واثبتوا: (واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) (2)، (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) (3). اللهم ألهمهم الصبر، وأنزل عليهم النصر، وأعظم لهم الاجر.
* * * قال نصر: وكان (4) ترتيب عسكر علي عليه السلام، بموجب ما رواه لنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن محمد بن علي، وزيد بن حسن، ومحمد بن عبد المطلب: أنه جعل على الخيل عمار بن ياسر، وعلى الرجالة عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي، ودفع اللواء