وحاربوه، وتقدم بنو المهلب بأسيافهم، فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم، وهم: المفضل بن المهلب، وزياد بن المهلب، ومروان بن المهلب، وعبد الملك بن المهلب، ومعاوية بن يزيد بن المهلب، والمنهال بن أبي عيينة بن المهلب، وعمرو والمغيرة ابنا قبيصة بن المهلب، وحملت رؤوسهم إلى مسلمة بن عبد الملك، وفي أذن كل واحد منهم رقعة فيها اسمه، واستؤسر الباقون في الوقعة، فحملوا إلى يزيد بن عبد الملك بالشام، وهم أحد عشر رجلا، فلما دخلوا عليه قام كثير بن أبي جمعة، فأنشد:
حليم إذا ما نال عاقب مجملا * أشد العقاب أو عفا لم يثرب فعفوا أمير المؤمنين وحسبة * فما تأته من صالح لك يكتب أساؤوا فإن تصفح فإنك قادر * وأفضل حلم حسبة حلم مغضب.
فقال يزيد: أطت (1) بك الرحم يا أبا صخر! لولا أنهم قدحوا في الملك لعفوت عنهم، ثم أمر بقتلهم فقتلوا، وبقى منهم صبي صغير، فقال: اقتلوني فلست بصغير، فقال يزيد بن عبد الملك: أنظروا هل أنبت! فقال: أنا أعلم بنفسي، قد احتلمت ووطئت النساء فاقتلوني، فلا خير في العيش بعد أهلي! فأمر به فقتل.
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: وأسماء الأسارى الذين قتلوا صبرا - وهم أحد عشر مهلبيا: المعارك وعبد الله والمغيرة والمفضل والمنجاب، بنو يزيد بن المهلب. ودريد والحجاج وغسان وشبيب والفضل، بنو المفضل بن المهلب لصلبه. والفضل بن قبيصة بن المهلب. قال: ولم يبق بعد هذه الوقعة الثانية لأهل المهلب باقية إلا أبو عيينة بن المهلب.
وعمر بن يزيد بن المهلب، وعثمان بن المفضل بن المهلب فإنهم لحقوا برتبيل (2)، ثم أومنوا بعد ذلك.
* * *