شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ٢٥٠
أو الذلة، وهيهات منا الذلة! يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت، وحجز طهرت (1)، وأنوف حمية، ونفوس أبيه).
وهذا نحو قول أبيه عليه السلام، وقد ذكرناه فيما تقدم: (إن امرأ أمكن عدوا من نفسه، يعرق لحمه، ويفري جلده، ويهشم عظمه، لعظيم عجزه، ضعيف ما ضمت عليه جوانح صدره، فكن أنت ذاك إن شئت، فأما أنا فدون أن أعطى ذلك ضرب بالمشرفية تطير منه فراش الهام، وتطيح السواعد والاقدام).
* * * وقال العباس بن مرداس السلمي:
مقال امرئ يهدى إليك نصيحة * إذا معشر جادوا بعرضك فابخل (2) وإن بوءوك منزلا غير طائل (3) * غليظا فلا تنزل به وتحول ولا تطعمن ما يعلفونك إنهم * أتوك على قرباهم بالمثمل (4) أراك إذا قد صرت للقوم ناضحا * يقال له بالغرب أدبر وأقبل (5) فخذها فليست للعزيز بخطة * وفيها مقام لامرئ متذلل

(1) الحجز: جمع حجزة، حيث يثنى طرف الأزرار، كناية عن العفة.
(2) من أبيات في الحماسة 2: 11 - بشرح التبريزي، طلعها:
ألا أبلغ أبا سلمى رسولا يروعه * ولو حل ذا سدر وأهلي بعسجل (3) الحماسة: (مبركا غير طائل).
(4) قال التبريزي: المثمل: هو السم الذي قد خلط به ما يقويه ويهيجه ليكون أنفذ، أي سقوك السم وإن كانوا أقرباءك فلا تغتر بهم وكن ذا أنفة). وبعده في رواية التبريزي:
أبعد الإزار مجسدا لك شاهدا * أتيت به في الدار لم يتزيل (5) الناضح: البعير الذي يستقى عليه الماء، قال التبريزي: (يقول: أبعد الإزار مخصوبا بالدم أتيت به في الدار شاهدا تصالحهم! فإن فعلت ذلك صرت كالناضح للقوم انقيادا لهم).
(٢٥٠)
مفاتيح البحث: الضرب (1)، الشهادة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335