شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ٢٥٧
وقال آخر:
كرهوا الموت فاستبيح حماهم * وأقاموا فعل اللئيم الذليل أمن الموت تهربون فإن * الموت الذليل غير جميل وقال بشامة بن الغدير:
وإن التي سامكم قومكم * هم جعلوها عليكم عدولا (1) أخزى الحياة وكره الممات * فكلا أراه طعاما وبيلا فإن لم يكن غير إحداهما * فسيروا إلى الموت سيرا جميلا ولا تقعدوا وبكم منة * كفى بالحوادث للمرء غولا * * * قال يزيد بن المهلب في حرب جرجان لأخيه أبى عيينة: ما أحسن منظر رأيت في هذه الحرب؟ قال: سيف بن أبي سبرة وبيضته، وكان عبد الله بن أبي سبرة حمل على غلام تركي قد أفرج الناس له، وصدوا عنه لبأسه وشجاعته، فتضاربا ضربتين، فقتله ابن أبي سبرة بعد أن ضربه التركي في رأسه، فنشب سيفه في بيضة ابن أبي سبرة، فعاد إلى الصف وسيفه مصبوغ بدم التركي وسيف التركي ناشب في بيضته كجزء منها يلمع، فقال الناس: هذا كوكب الذنب، وعجبوا من منظره.
وقال هدبة بن خشرم:
وإني إذ ما الموت لم يك دونه * قدى الشبر أحمى الانف أن أتأخرا (2) ولكنني أعطى الحفيظة حقها * فأعرف معروفا وأنكر منكرا وقال آخر:
إني أنا المرء لا يغضي على تره * ولا يقر على ضيم إذا غشما

(1) مختارات ابن الشجري 16، المفضليات 59 (2) قدى الشبر: قدره، والبيت في اللسان (20: 32).
(٢٥٧)
مفاتيح البحث: الموت (6)، الضرب (1)، الحرب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست