فقام مرة بن كعب (1)، وفي المسجد يومئذ أربعمائة رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أو نحوها، فقال: والله لقد قمت مقامي هذا، وإني لأعلم أن فيكم من هو أقدم صحبة لرسول الله صلى الله عليه منى، ولكني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف النهار في يوم شديد الحر، وهو يقول: (لتكونن فتنة حاضرة)، فمر رجل مقنع، فقال رسول الله: وهذا [المقنع] (2) يومئذ على الهدى، فقمت فأخذت بمنكبه، وحسرت عن رأسه، فإذا عثمان، فأقبلت بوجهه على رسول الله صلى الله عليه، وقلت: هذا يا رسول الله؟ فقال: نعم:
فأصفق أهل الشام مع معاوية حينئذ، وبايعوه على الطلب بدم عثمان أميرا لا يطمع في الخلافة ثم الامر شورى.
* * * وروى إبراهيم بن الحسن بن ديزيل في،، كتاب صفين،، عن أبي بكر بن عبد الله الهذلي أن الوليد بن عقبة كتب إلى معاوية يستبطئه في الطلب بدم عثمان، ويحرضه وينهاه عن قطع الوقت بالمكاتبة:
ألا أبلغ معاوية بن حرب * فإنك من أخي ثقة مليم (3) قطعت الدهر كالسدم المعنى * تهدر في دمشق ولا تريم (4)