وروى ابن ديزيل عن عبد الله بن عمر، عن زيد بن الحباب، عن علاء بن جرير العنبري، عن الحكم بن عمير الثمالي - وكانت أمه بنت أبي سفيان بن حرب - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ذات يوم: كيف بك يا أبا بكر إذا وليت؟ قال:
لا يكون ذلك أبدا، قال: فكيف بك يا عمر إذا وليت؟ (١ فقال: آكل حجرا ١)، لقد لقيت إذن شرا، قال: فكيف بك يا عثمان إذا وليت؟ قال: آكل وأطعم وأقسم ولا أظلم، قال: فكيف بك يا علي إذا وليت؟ قال: آكل الفوت وأحمى الجمرة، وأقسم التمرة، وأخفى الصور - قال: أي العورة - فقال صلى الله عليه وسلم: (أما إنكم كلكم سيلي، وسيرى الله أعمالكم)، ثم قال: يا معاوية، كيف بك إذا وليت؟ قال: الله ورسوله أعلم فقال: (أنت رأس الحطم، ومفتاح الظلم، حصبا وحقبا، تتخذ الحسن قبيحا، والسيئة حسنة، يربو فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير، أجلك يسير، وظلمك عظيم).
* * * وروى ابن ديزيل أيضا عن عمر بن عون، عن هشيم، عن أبي فلج، عن عمرو بن ميمون، قال: قال عبد الله بن مسعود: كيف أنتم إذا لقيتكم فتنة يهرم فيها الكبير، و يربو فيها الصغير، تجرى بين الناس، ويتخذونها سنة، فإذا غيرت قيل: هذا منكر!
* * * وروى ابن ديزيل، قال: حدثنا الحسن بن الربيع البجلي، عن أبي إسحاق الفزاري عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، في قوله تعالى: ﴿فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون * أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون﴾ (2). قال: أكرم الله تعالى نبيه عليه السلام أن يريه في أمته ما يكره رفعه إليه، وبقيت النقمة.