شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ٣١٤
فأمر علي عليه السلام أن يوزع (1) الناس عن القتال، حتى أخذ أهل الشام مصافهم ثم قال: أيها الناس، إن هذا موقف، من نطف (2) فيه نطف يوم القيامة، ومن فلج فيه فلج يوم القيامة، ثم قال لما رأى نزول معاوية بصفين:
لقد أتانا كاشرا عن نابه * يهمط الناس على اعتزابه (3) * فليأتينا الدهر بما أتى به * قال نصر: وكتب علي عليه السلام إلى معاوية جواب كتابه، أما بعد:
فإن للحرب عراما شررا * إن عليها قائدا عشنزرا (4) ينصف من أحجر أو تنمرا * على نواحيها مزجا زمجرا * إذا ونينا ساعة تغشمرا (5) * وكتب بعده.
ألم تر قومي إن دعاهم أخوهم * أجابوا، وإن يغضب على القوم يغضبوا هم حفظوا غيبي كما كنت حافظا * لقومي أخرى مثلها إن يغيبوا بنو الحرب لم تقعد بهم أمهاتهم * وآباؤهم آباء صدق فأنجبوا قال: قد تراجع الناس كل من الفريقين إلى معسكرهم، وذهب شباب من الناس إلى أن يستقوا فمنعهم أهل الشام.
* * * قلت: في هذه الألفاظ ما ينبغي أن يشرح.

(1) يوزع الناس: يكفون. وفى صفين: (فوزعوا عن القتال حتى تأخذ أهل المصاف مصافهم).
(2) نطف: اتهم بريبة.
(3) يهمط الناس: يقهرهم.
(4) العشنزر: الشديد.
(5) تغشمر: تنمر ووثب.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست