شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ٣٠٤
ولا خيل معقدة النواصي * يموج على شكائمها اللعاب عليها كل ملتهب الحواشي * يصيب من العدو ولا يصاب سأخطبها بحد السيف فعلا * إذا لم يغن قول أو خطاب وآخذها وإن رغمت أنوف * مغالبة وإن ذلت رقاب * * * قعد سليمان بن عبد الملك يعرض ويفرض، فأقبل فتى من بنى عبس وسيم، فأعجبه، فقال: ما اسمك؟ قال: سليمان، قال: ابن من؟ قال: ابن عبد الملك، فأعرض عنه، وجعل يفرض لمن دونه، فعلم الفتى أنه كره موافقة اسمه واسم أبيه، فقال: يا أمير المؤمنين لا عدمت اسمك، ولا شقي اسم يوافق اسمك؟ فافرض، فإنما أنا سيف بيدك، إن ضربت به قطعت، وإن أمرتني أطعت، وسهم في كنانتك، أشتد إن أرسلت، وأنفذ حيث وجهت. فقال له سليمان، وهو يروزه (1) ويختبره: ما قولك يا فتى، لو لقيت عدوا؟ قال: أقول: حسبي الله ونعم الوكيل. قال سليمان: أكنت مكتفيا بهذا لو لقيت عدوك دون ضرب شديد! قال الفتى: إنما سألتني يا أمير المؤمنين: ما أنت قائل فأخبرتك، ولو سألتني: ما أنت فاعل لأنبأتك، إنه لو كان ذلك لضربت بالسيف حتى يتعقف، ولطعنت بالرمح حتى يتقصف، ولعلمت إن ألمت فإنهم يألمون، ولرجوت من الله ما لا يرجون. فأعجب سليمان به وألحقه في العطاء بالاشراف، وتمثل:
إذا ما اتقى الله الفتى ثم لم يكن * على أهله كلا فقد كمل الفتى

(1) يروزه: يختبره ويجربه.
(٣٠٤)
مفاتيح البحث: الضرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335