شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ٢٥٤
وحاربوه، وتقدم بنو المهلب بأسيافهم، فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم، وهم: المفضل بن المهلب، وزياد بن المهلب، ومروان بن المهلب، وعبد الملك بن المهلب، ومعاوية بن يزيد بن المهلب، والمنهال بن أبي عيينة بن المهلب، وعمرو والمغيرة ابنا قبيصة بن المهلب، وحملت رؤوسهم إلى مسلمة بن عبد الملك، وفي أذن كل واحد منهم رقعة فيها اسمه، واستؤسر الباقون في الوقعة، فحملوا إلى يزيد بن عبد الملك بالشام، وهم أحد عشر رجلا، فلما دخلوا عليه قام كثير بن أبي جمعة، فأنشد:
حليم إذا ما نال عاقب مجملا * أشد العقاب أو عفا لم يثرب فعفوا أمير المؤمنين وحسبة * فما تأته من صالح لك يكتب أساؤوا فإن تصفح فإنك قادر * وأفضل حلم حسبة حلم مغضب.
فقال يزيد: أطت (1) بك الرحم يا أبا صخر! لولا أنهم قدحوا في الملك لعفوت عنهم، ثم أمر بقتلهم فقتلوا، وبقى منهم صبي صغير، فقال: اقتلوني فلست بصغير، فقال يزيد بن عبد الملك: أنظروا هل أنبت! فقال: أنا أعلم بنفسي، قد احتلمت ووطئت النساء فاقتلوني، فلا خير في العيش بعد أهلي! فأمر به فقتل.
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: وأسماء الأسارى الذين قتلوا صبرا - وهم أحد عشر مهلبيا: المعارك وعبد الله والمغيرة والمفضل والمنجاب، بنو يزيد بن المهلب. ودريد والحجاج وغسان وشبيب والفضل، بنو المفضل بن المهلب لصلبه. والفضل بن قبيصة بن المهلب. قال: ولم يبق بعد هذه الوقعة الثانية لأهل المهلب باقية إلا أبو عيينة بن المهلب.
وعمر بن يزيد بن المهلب، وعثمان بن المفضل بن المهلب فإنهم لحقوا برتبيل (2)، ثم أومنوا بعد ذلك.
* * *

(1) أطت بك الرحم: رقت وحنت.
(2) رتبيل: من ملوك الترك.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335