شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ٢٤٨
ووثقت بالدنيا وأنت ترى جماعتها شتاتا وعزمت ويك على الحياة * وطولها عزما بتاتا يا من رأى أبويه - فيمن قد رأى - كانا فماتا هل فيهما لك عبرة * أم خلت أن لك انفلاتا!
ومن الذي طلب التفلت من منيته ففاتا!
كل تصبحه المنية أو تبيته بياتا وله:
أرى الدنيا لمن هي في يديه * عذابا، كلما كثرت لديه (1) تهين المكرمين لها بصغر * وتكرم كل من هانت عليه إذا استغنيت عن شئ فدعه * وخذ ما أنت محتاج إليه وله:
ألم تر ريب الدهر في كل ساعة * له عارض فيه المنية تلمع (2) أيا باني الدنيا لغيرك تبتنى * ويا جامع الدنيا لغيرك تجمع أرى المرء وثابا على كل فرصة * وللمرء يوما لا محالة مصرع ينازل ما لا يملك الملك غيره * متى تنقضي حاجات من ليس يشبع!
وأي امرئ في غاية ليس نفسه * إلى غاية أخرى سواها تطلع!
وله:
سل الأيام عن أمم تقضت * ستخبرك المعالم والرسوم (3)

(1) ديوانه 288 (2) ديوانه 144 (3) ديوانه 246
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست