شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ١١٦
إلى علي عليه السلام، كثر قول الناس في التهمة لجرير في أمر معاوية فاجتمع جرير والأشتر عند علي عليه السلام، فقال الأشتر: أما والله يا أمير المؤمنين، أن لو كنت أرسلتني إلى معاوية، لكنت خيرا لك من هذا الذي أرخى خناقة (1)، وأقام عنده، حتى لم يدع بابا يرجو فتحه إلا فتحه، ولا بابا يخاف أمره إلا سده.
فقال جرير: لو كنت والله أتيتهم لقتلوك - وخوفه بعمرو، وذي الكلاع، وحوشب - (2) وقال: إنهم يزعمون أنك من قتله عثمان.
فقال الأشتر: والله لو أتيتهم يا جرير لم يعيني جوابها، ولم يثقل على محملها، ولحملت معاوية على خطة أعجله فيها عن الفكر.
قال: فائتهم إذا. قال: الان وقد أفسدتهم ووقع بينهم الشر!
وروى نصر، عن نمير بن وعلة، عن الشعبي قال: (3) اجتمع جرير والأشتر عند علي عليه السلام، فقال الأشتر: أليس قد نهيتك يا أمير المؤمنين أن تبعث جريرا، وأخبرتك بعداوته وغشه! وأقبل الأشتر يشتمه، ويقول: يا أخا بجيلة، إن عثمان اشترى منك دينك بهمدان (4)، والله ما أنت بأهل أن تترك تمشى فوق الأرض، إنما أتيتهم لتتخذ عندهم يدا بمسيرك إليهم، ثم رجعت إلينا من عندهم تهددنا بهم، وأنت والله منهم، ولا أرى سعيك إلا لهم، لئن أطاعني فيك أمير المؤمنين ليحبسنك وأشباهك في حبس لا تخرجون منه حتى تستتم هذه الأمور، ويهلك الله الظالمين.
قال جرير: وددت والله أن لو كنت مكاني بعثت، إذن والله لم ترجع.

(1) صفين: (من خناقه).
(2) صفين: (وحوشب بن ظليم).
(3) كتاب صفين 67، 68.
(4) كذا في ب وصفين، وفي ج: (بهمذان).
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335