شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ١١٤
قال: وكان كتاب معاوية إلى سعد:
أما بعد، فإن أحق الناس بنصر عثمان أهل الشورى من قريش، الذين أثبتوا حقه واختاروه على غيره، وقد نصره طلحة والزبير، وهما شريكان في الامر، ونظيراك في الاسلام، وخفت لذلك أم المؤمنين، فلا تكرهن ما رضوا، ولا تردن ما قبلوا، فإنا نردها شورى بين المسلمين (1).
فأجابه سعد.
أما بعد فإن عمر لم يدخل في الشورى إلا من تحل له الخلافة من قريش، فلم يكن أحد منا أحق بها من صاحبه إلا بإجماعنا (2) عليه، ألا إن عليا كان فيه ما فينا، ولم يكن فينا ما فيه، وهذا أمر قد كرهت أوله، وكرهت آخره، فأما طلحة والزبير فلو لزما بيوتهما لكان خيرا لهما، والله يغفر لام المؤمنين ما أتت والسلام (3).
قال: وكان كتاب معاوية إلى محمد بن مسلمة:
أما بعد، فإني لم أكتب إليك وأنا أرجو مبايعتك (4)، ولكني أردت أن أذكرك النعمة التي خرجت منها، والشك الذي صرت إليه، إنك فارس الأنصار، وعدة المهاجرين، وقد ادعيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا لم تستطع إلا أن تمضي عليه، وهو أنه نهاك عن قتال أهل القبلة (5)، أفلا نهيت أهل القبلة (5) عن قتال بعضهم بعضا!

(1) في كتاب صفين: 83 (وقال شعرا)، وذكر أبياتا أولها.
ألا يا سعد قد أظهرت شكا * وشك المرء في الاحداث الداء (2) كتاب صفين: (باجتماعنا).
(3) في كتاب صفين 84: (ثم أجابه في الشعر)، وذكر أبياتا أولها:
معاوي داؤك الداء العياء * فليس لما تجئ به دواء (4) كتاب صفين: (متابعتك).
(5) كتاب صفين: (الصلاة).
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335