شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢ - الصفحة ٢٤١
قال نصر: وروى أبو عبد الله زيد الأودي أن رجلا منهم يقال له عمرو بن أوس، قاتل مع علي عليه السلام يوم صفين، فأسره معاوية في أسرى كثيرة، فقال له عمرو بن العاص: اقتلهم، فقال له عمرو بن أوس: لا تقتلني يا معاوية، فإنك خالي، فقامت إليه بنو أود (1) فاستوهبوه، فقال: دعوه، فلعمري إن كان صادقا فيما ادعاه من خئولتي إياه ليستغنين عن شفاعتكم، وإلا فشفاعتكم من ورائه، ثم استدناه، فقال: من أين أنا خالك؟ فوالله ما بين بني عبد شمس وبين أود من مصاهرة، قال: فإن أخبرتك فعرفت، فهو أمان عندك؟ قال: نعم، قال: أليست أم حبيبة (2) أختك أم المؤمنين؟ فأنا ابنها وأنت أخوها، فأنت إذا خالي! فقال معاوية: لله أبوه! أما كان في هؤلاء الأسرى من يفطن إلى هذا غيره! ثم خلى سبيله (3).
* * * وروى إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي المعروف بابن ديزيل الهمداني، في " كتاب صفين "، قال: حدثنا عبد الله بن عمر، قال: حدثنا عمرو بن محمد، قال:
دعا معاوية بن أبي سفيان عمرو بن العاص، ليبعثه حكما، فجاء وهو متحزم، عليه ثيابه وسيفه، وحوله أخوه وناس من قريش، فقال له معاوية: يا عمرو، إن أهل الكوفة أكرهوا عليا على أبي موسى وهو لا يريده و، نحن بك راضون، وقد ضم إليك رجل طويل اللسان، كليل المدية، وله بعد حظ من دين، فإذا قال فدعه يقل، ثم قل فأوجز واقطع المفصل، ولا تلقه بكل رأيك، واعلم أن خبء (4) الرأي زيادة في العقل، فإن خوفك بأهل العراق فخوفه بأهل الشام، وإن خوفك بعلي فخوفه بمعاوية، وإن

(1) أود: بطن من قيس عيلان.
(2) أم حبيبة، هي رملة بنت أبي سفيان.
(3) كتاب صفين 594، 595.
(4) الخبء: ما خبئ وغاب من الشئ. وفي ج: " خبئ ".
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بعث معاوية بسر بن أرطاة إلى الحجاز واليمن 3
2 26 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها العرب بما كانوا عليه قبل البعثة وشكواه من انفراده بعدها وذمه لمن بايع بشرط 19
3 حديث السقيفة 21
4 أمر عمرو بن العاص 61
5 27 - من خطبة له عليه السلام في الحث على الجهاد وذم المتقاعدين 74
6 استطراد بذكر كلام لابن نباتة في الجهاد 80
7 غارة سفيان بن عوف الغامدي على الأنبار 85
8 28 - ومن خطبة له عليه السلام في إدبار الدنيا وإقبال الآخرة والحث على التزود لها 91
9 نبذ من أقوال الصالحين والحكماء 93
10 استطراد بلاغي في الكلام على المقابلة 103
11 29 - من خطبة له عليه السلام في ذم المتخاذلين 111
12 غارة الضحاك بن قيس ونتف من أخباره 113
13 30 - من خطبة له عليه السلام في معني قتل عثمان رضي الله عنه 126
14 اضطراب الأمر على عثمان ثم أخبار مقتله 129
15 31 - من كلام له عليه السلام لما أنفذ عبد الله بن عباس إلى الزبير قبل وقوع الحرب يوم الجمل ليستفيئه إلى طاعته 162
16 من أخبار الزبير وابنه عبد الله 166
17 استطراد بلاغي في الكلام على الاستدراج 170
18 32 - من خطبة له عليه السلام في ذم الدهر وحال الناس فيه 174
19 فصل في ذكر الآيات والأخبار الواردة في ذم الرياء والشهرة 178
20 فصل في مدح الخمول والجنوح إلى العزلة 182
21 33 - ومن خطبة له عليه السلام عند مسيره لقتال أهل البصرة 185
22 من أخبار يوم ذي قار 187
23 34 - من خطبة له عليه السلام في استنفار الناس إلى أهل الشام 189
24 أمر الناس بعد وقعة النهروان 193
25 مناقب علي وذكر طرف من أخباره في عدله وزهده 197
26 35 - من خطبة له عليه السلام بعد التحكيم 204
27 قصة التحكيم ثم ظهور أمر الخوارج 206
28 36 - ومن خطبة له عليه السلام في تخويف أهل النهروان 265
29 أخبار الخوارج 265
30 37 - ومن كلام له عليه السلام يجرى مجرى الخطبة يذكر ثباته في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر 284
31 الأخبار الواردة عن معرفة الإمام على بالأمور الغيبية 286
32 38 - من خطبة له عليه السلام في معني الشبهة 298
33 39 - من خطبة له عليه السلام في ذم المتقاعدين عن القتال 300
34 أمر النعمان بن بشير مع علي ومالك الأرحبي 301
35 40 - ومن كلام له عليه السلام للخوارج لما سمع قولهم: " لا حكم إلا لله " 307
36 اختلاف الرأي في القول بوجوب الإمامة 310
37 من أخبار الخوارج أيضا 310
38 41 - ومن خطبة له عليه السلام في مدح الوفاء وذم الغدر 312
39 42 - ومن خطبة له عليه السلام يحذر فيها اتباع الهوى وطول الأمل 318
40 43 - ومن خطبة له عليه السلام وقد أشار عليه أصحابه بالاستعداد لحرب أهل الشام بعد إرساله إلى معاوية بجرير بن عبد الله البجلي 322
41 ذكر ما أورد القاضي عبد الجبار من دفع ما تعلق به الناس على عثمان من الأحداث 324
42 رد المرتضى على ما أورده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان. 328