وقوله: " حتى ارتاب الناصح بنصحه، وضن الزند بقدحه "، يشير إلى نفسه، يقول:
خالفتموني حتى ظننت أن النصح الذي نصحتكم به غير نصح، ولإطباقكم وإجماعكم على خلافي، وهذا حق، لان ذا الرأي الصواب إذا كثر مخالفوه يشك في نفسه، وأما ضن الزند بقدحه، فمعناه أنه لم يقدح لي بعد ذلك رأي صالح، لشدة ما لقيت منكم من الاباء والخلاف والعصيان، وهذا أيضا حق، لان المشير الناصح إذا اتهم واستغش عمي قلبه وفسد رأيه.
وأخو هوازن صاحب الشعر هو دريد بن الصمة، والأبيات مذكورة في الحماسة، وأولها:
نصحت لعارض وأصحاب عارض * ورهط بني السوداء والقوم شهدي (1) فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج * سراتهم في الفارسي المسرد (2) أمرتهم أمري بمنعرج اللوى * فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد (3) فلما عصوني كنت منهم وقد أرى * غوايتهم وأنني غير مهتد وما أنا إلا من غزية إن غوت * غويت وإن ترشد غزية أرشد (4).